مُحَمَّد بن يُوسُف أَخ الْحجَّاج فَأدْخلهُ فِي دَاره الَّتِي يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء ثمَّ تعرف بدار ابْن يُوسُف، فَلم يزل ذَلِك الْبَيْت فِي الدَّار حَتَّى حجت الخيزران أم الخليفتين مُوسَى الْهَادِي وَهَارُون الرشيد فَجَعَلته مَسْجِدا تصلي فِيهِ وأخرجته من الدَّار، وأشرعته فِي الزقاق الَّذِي على أصل تِلْكَ الدَّار يُقَال لَهُ: زقاق المولد. قَالَ الْأَزْرَقِيّ: سَمِعت جدي ويوسف بن مُحَمَّد يثبتان أَمر المولد وَأَنه ذَلِك الْبَيْت لَا اخْتِلَاف فِيهِ عِنْد أهل مَكَّة، وَعَن سُلَيْمَان بن أبي مرحب مولى بني جشم قَالَ: حَدثنِي نَاس كَانُوا يسكنون ذَلِك الْبَيْت قبل أَن تنزعه الخيزران من الدَّار ثمَّ انتقلوا عَنهُ حِين جعل مَسْجِدا، قَالُوا: لَا وَالله مَا أَصَابَنَا فِيهِ جَائِحَة وَلَا حَاجَة فأخرجنا مِنْهُ فَاشْتَدَّ الزَّمَان علينا. رَوَاهُ الْأَزْرَقِيّ. وَمَوْضِع سقطه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذَا الْمَسْجِد مَعْرُوف حَتَّى الْآن، وَهُوَ مَوضِع مثل التَّنور الصَّغِير. قَالَ السُّهيْلي: ولد بِالشعبِ وَقيل: بِالدَّار الَّتِي عِنْد الصَّفَا، وَكَانَت بعد لمُحَمد بن يُوسُف أَخ الْحجَّاج ثمَّ بنتهَا زبيدة مَسْجِدا حِين حجت. انْتهى. وَهَذَا غَرِيب وَأغْرب من هَذَا مَا قيل: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولد بالردم. وَقيل: بعسفان. ذكر هذَيْن الْقَوْلَيْنِ مغلطاي فِي سيرته. وَالْمرَاد بالردم: دور بني جمح بِمَكَّة على مَا ذكر الْبكْرِيّ، وَلَيْسَ المُرَاد مِنْهُ الرَّدْم الَّذِي بِأَعْلَى مَكَّة؛ لِأَن ذَلِك لم يكن إِلَّا فِي خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ، وَالْمَعْرُوف من مَوضِع مولده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا سبق. وَمِمَّنْ عمّر هَذَا الْبَيْت الَّذِي ذَكرْنَاهُ أَولا النَّاصِر العباسي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة، ثمَّ المظفر صَاحب الْيمن فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، ثمَّ حفيده الْملك الْمُجَاهِد عَليّ بن الْمُؤَيد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَبعد ذَلِك غير مرّة. وَمِنْهَا: الْموضع الَّذِي يُقَال لَهُ: مولد عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَهَذَا الْموضع مَشْهُور عِنْد النَّاس بِقرب مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَعْلَى الشّعب الَّذِي فِيهِ المولد وَلم يذكرهُ الْأَزْرَقِيّ، وَذكره ابْن جُبَير. وعَلى بَابه حجر مَكْتُوب فِيهِ هَذَا مولد أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب، وَفِيه ربى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي الْحجر مَكْتُوب إِن النَّاصِر العباسي أَمر بِعَمَلِهِ فِي سنة ثَمَان وسِتمِائَة. وَقيل: ولد عَليّ بن أبي طَالب فِي جَوف الْكَعْبَة. وَهَذَا ضَعِيف عِنْد الْعلمَاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015