مَسْجِد الْجِنّ. قَالَ الْأَزْرَقِيّ: وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أهل مَكَّة مَسْجِد الحرس وعرفه الْأَزْرَقِيّ بِأَنَّهُ مُقَابل للحجون بِأَعْلَى مَكَّة وَأَنت مصعد على يَمِينك وَإِنَّمَا سمي مَسْجِد الحرس؛ لِأَن صَاحب الحرس كَانَ يطوف بِمَكَّة حَتَّى إِذا انْتهى إِلَيْهِ وقف عِنْده وَلم يجز حَتَّى يتوافى عِنْده عرفاؤه وحرسه يأتونه من شعب عَامر، وَإِذا توافوا عِنْده رَجَعَ منحدراً إِلَى مَكَّة قَالَ: وَهُوَ فِيمَا يُقَال لَهُ: مَوضِع الْخط الَّذِي خطّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ مَسْعُود لَيْلَة اسْتمع عَلَيْهِ الْجِنّ، قَالَ: وَهُوَ يُسمى مَسْجِد الْبيعَة. يُقَال: إِن الْجِنّ بَايعُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك الْموضع. وَمن ذَلِك مَسْجِد يُقَال لَهُ: مَسْجِد الشَّجَرَة بِأَعْلَى مَكَّة مُقَابل مَسْجِد الْجِنّ. يُقَال: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا شَجَرَة كَانَت فِي مَوْضِعه وَهُوَ فِي مَسْجِد الْجِنّ يسْأَلهَا عَن شَيْء فَأَقْبَلت تخط بأصولها وعروقها الأَرْض حَتَّى وقفت بَين يَدَيْهِ، فَسَأَلَهَا عَمَّا يُرِيد ثمَّ أمرهَا فَرَجَعت حَتَّى انْتَهَت إِلَى موضعهَا. وَمن ذَلِك الْمَسْجِد الَّذِي يُقَال لَهُ: مَسْجِد الْإِجَابَة على يسَار الذَّاهِب إِلَى منى فِي شعب بِقرب ثنية إذاخر، وَهُوَ مَسْجِد مَشْهُور عِنْد أهل مَكَّة. يُقَال: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِيهِ وَهَذَا الْمَسْجِد الْآن منخرب جدا وجدرانه سَاقِطَة إِلَّا القبلى، وَفِيه حجر مَكْتُوب فِيهِ إِنَّه مَسْجِد الْإِجَابَة، وَإنَّهُ عمر فِي سنة عشْرين وَسَبْعمائة. وَمن ذَلِك الْمَسْجِد الَّذِي يُقَال لَهُ: مَسْجِد الْبيعَة. وَهِي الْبيعَة الَّتِي بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ الْأَنْصَار بِحَضْرَة عَمه الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب على مَا ذكره أهل السّير وَهَذَا الْمَسْجِد بِقرب الْعقبَة الَّتِي هِيَ حد منى من جِهَة مَكَّة، وَهُوَ وَرَاء الْعقبَة بِيَسِير إِلَى مَكَّة فِي شعب على يسَار الذَّاهِب إِلَى منى، وَفِيه حجران مَكْتُوب فِي أَحدهمَا إِن الْمَنْصُور العباسي أَمر ببنيان هَذَا الْمَسْجِد مَسْجِد الْبيعَة الَّتِي كَانَت أول بيعَة بَايع بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي الآخر ذكر أَنه مَسْجِد الْبيعَة، وَأَنه بنى فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة، وعمره بعد ذَلِك الْمُسْتَنْصر العباسي فِي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَهُوَ الْآن منخرب جدا. وَمن ذَلِك مَسْجِد بمنى عِنْد الدَّار الْمَعْرُوفَة بدار النَّحْر بَين الْجَمْرَة الأولى وَالْوُسْطَى على يَمِين الصاعد إِلَى عَرَفَة، يُقَال: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِيهِ الضُّحَى وَنحر هَدْيه على مَا هُوَ مَوْجُود فِي حجر فِيهِ مَكْتُوب ذَلِك، وَفِيه أَن الْملك قطب الدّين أَبَا بكر بن