الرُّكْنَيْنِ اليمانيين، واثني عشر شقة مَا بَين الرُّكْن الْيَمَانِيّ والغربي، وَعشر مَا بَين الغربي والشامي وَهُوَ جَانب الْحطيم، واثني عشر شقة مَا بَين الرُّكْن الشَّامي إِلَى الرُّكْن الْأسود وَهُوَ جَانب وَجه الْكَعْبَة بعد، وَالْكِسْوَة الْآن طراز مدور بِالْكَعْبَةِ بَين الطّراز إِلَى الأَرْض قريب من عشْرين ذِرَاعا، وَعرض الطّراز ذراعان إِلَّا شَيْئا يَسِيرا، مَكْتُوب فِي الطّراز على جَانب وَجه الْكَعْبَة بعد الْبَسْمَلَة: " إِن أول بَيت وضع للنَّاس إِلَى قَوْله غَنِي عَن الْعَالمين " صدق الله الْعَظِيم. وَبَين الرُّكْنَيْنِ اليمانيين مَكْتُوب بعد الْبَسْمَلَة: " جعل الله الْكَعْبَة الْبَيْت الْحَرَام إِلَى قَوْله بِكُل شَيْء عليم ". صدق الله الْعَظِيم. وَبَين الرُّكْن الْيَمَانِيّ والغربي مَكْتُوب بعد الْبَسْمَلَة: " وَإِذ يرفع إِبْرَاهِيم الْقَوَاعِد من الْبَيْت وَإِسْمَاعِيل إِلَى قَوْله التواب الرَّحِيم ". صدق الله الْعَظِيم. وَبَين الرُّكْن الغربي والشامي مَكْتُوب بعد الْبَسْمَلَة: كَمَا أَمر بِعَمَل هَذِه الْكسْوَة الشَّرِيفَة الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى السُّلْطَان فلَان اسْم ملك مصر.
فصل: مَا جَاءَ فِي تَجْرِيد الْكَعْبَة
عَن أبي نجيح قَالَ: كَانَ عمر بن الْخطاب ينْزع ثِيَاب الْكَعْبَة فِي كل سنة فَيقسمهَا على الْحَاج. ويروى أَن أول من جرد الْكَعْبَة وكشفها شيبَة بن عُثْمَان. ويروى أَنه دخل على عَائِشَة فَقَالَ: يَا أم الْمُؤمنِينَ تَجْتَمِع على الْكَعْبَة الثِّيَاب فتكثر، فيعمد إِلَى بيار فيحفرها ويعمقها فتدفن فِيهَا ثِيَاب الْكَعْبَة؛ لكيلا يلبسهَا الْحَائِض وَالْجنب. قَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: مَا أصبت وَبئسَ مَا صنعت لَا تعد لذَلِك، فَإِن ثِيَاب الْكَعْبَة إِذا نزعت عَنْهَا لَا يَضرهَا من لبسهَا من حَائِض أَو جنب وَلَكِن بعها وَاجعَل ثمنهَا فِي سَبِيل الله وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيل. رواهن الْأَزْرَقِيّ. وَحج الْمهْدي أَمِير الْمُؤمنِينَ سنة سِتِّينَ وَمِائَة فَرفع إِلَيْهِ أَنه قد اجْتمع على الْكَعْبَة كسْوَة كَثِيرَة حَتَّى أَنَّهَا قد أثقلتها، وَيخَاف على جدرانها من ثقل الْكسْوَة فجردها حَتَّى لم يبْق عَلَيْهَا من كسوتها شَيْئا ثمَّ ضمخها من خَارِجهَا وداخلها بالغالية من أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا