طاقة الإنسان في أكتساب الكمالات النفسية والاجتهاد بالاخلاص في العبودية والتخلق باخلاق الربوبية ومن لم يكن طاهر النفس لم يكن طاهر الفعل. فكل إناء بالذي فيه ينضح. ولهذا قيل: من طابت نفسه طاب عمله ومن خبثت نفسه خبث عمله وقيل: في قوله عليه الصلاة والسلام: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب" أنه أشار بالبيت إلى القلب وبالكلب إلى النفس الأمارة بالسوء أو إلى الغضب والحرص والحسد وغيرها من الصفات الذميمة الراسخة في النفس ونبه بان نور الله لا يدخل القلب إذا كان فيه ذلك الكلب. وإلى الطهارتين اشار بقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ*وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} . وأما الذي تطهر به النفس حتى تصلح للخلافة وتستحق به ثوابه فهو العلم والعبادة الموظفة اللذان هما سبب الحياة.