بمكة بعد موت شريف باشا ومن انضم إليهم من أجناسهم وقد حصل منهم غاية الضرر والفساد والقتل حتى في داخل الحرم لأن الشريف غالبا ضمهم إليه ورتب لهم جامكية واستمروا معه على هذا الحال الفظيع.

وفيه انبهم أمر العسكر الدلاة القادمين من الجهة الشامية واضطربت الروايات عن اخبارهم فمنهم من قال: إن المصرلية وقفوا لهم بالطرق وقاتلوهم ورجع من نجا منهم بنفسه ومنهم من قال: أنهم لما بلغهم قطع الطريق عليهم رجعوا من حيث اتوا وبعضهم طلب الأمان وانضم إليهم ومنهم من قال: إن فرقة منهم ذهبت من فم الرمانة من طريق دمياط وقيل أنهم حضورا بثمانين رأسا منهم إلى بلبيس.

وفي يوم الابعاء خرج الوالي بعده من العسكر وصحبته مدافع وجبخانة واستقر بزاوية المرداش.

وفي يوم الخميس رابعه هجم الأمراء القبالي وهم الألفي واتباعه وعثمان بك حسن ومن انضم إليهم على طرا وملكوا منها البرج الذي من ناحية الجبل بعد ما ضربوا عليه من اعلى الجبل وتعدوا إلى ناحية البساتين وتركوا طرا ومن فيها خلف ظهورهم وتحاربوا مع طوابير العسكر وكانوا انفارا قليلة ونظرهم الباشا من قلعته فزعق على السلحدار فركب في عدة من الشفاسية وخرج إليهم فعندما واجهوهم لم يثبتوا وولوا بعدما سقط منهم انفار.

وفيه وصل جواب من الأمراء القبالي إلى المشايخ يذكرون فيه أنهم يخاطبون الباشا في اخماد الحرب وصلحه معهم فان ذلك أصلح له ويكونون معه على مايحب وما يأمر به ويرتاح من علوفة العسكر التي اوجبت له المصادرات وسلب الأموال وخراب الإقليم وأن يختار من العسكر طائفة معلومة معدودة يقيمون بمصر ويأمر الباقي بالسفر إلى بلادهم فلما خاطبوه بذلك واطلعوه على المكاتبة أبي وقال: ليس لهم عندي إلا الحرب.

وفي يوم الجمعة حصلت أيضا بينهم محاربة وأصيب من المراكب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015