الجمال بدماثة شمائله وحميد طرائقه. وقال عمرو بن العاص: المرء حيث يجعل نفسه أن رفعها ارتفعت وإن وضعها اتضعت. وقال بعض الحكماء: النفس عزوف ونفور الوف متى ردعتها ارتدعت ومتى حملتها حملت وإن أصلحتها صلحت وإن افسدتها فسدت وقال الشاعر:
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى ... فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت
وقالوا من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه والمنهج القويم الموصل إلى الثناء الجميل أن يستعمل الإنسان فكرة وتميزه فيما ينتج عن الاخلاق المحمودة والمذمومة منه ومن غيره فيأخذ نفسه بما استحسن منها واستملح ويصرفها عما استهجن منها واستقبح فقد قيل: كفاك تأديبا ترك ما كرهه الناس من غيرك.
اللهم بحرمة سيد الأنام يسر لنا حسن الختام واصرف عنا سوء القضاء وانظر لنا بعين الرضاء وهذا أوان انشقاق كمائم طلع الشماريخ عن زهر مجمل التاريخ.
أول خليفة في الأرض.
اول خليفة جعل في الأرض آدم عليه الصلاة والسلام بمصداق قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} ثم توالت الرسل بعده لكنها لم تكن عامة الرسالة بل كل رسول أرسل إلى فرقة فهؤلاء الرسل عليهم السلام مقررون شرائع الله بين عباده وملزموهم بتوحيد وامتثال أوامره ونواهيه ليترتب على ذلك انتظام أمور معاشهم في الدنيا وفوزهم بالنعيم السرمدي إذا امتثلوا في الأخرى إلى أن جاء ختامهم الرسول الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أرسله الله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله وأمره بالصدع والأعلان والتطهير من عبادة الأوثان. وآمن به من أمن من الصحابة رضوان الله عليهم وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزي معه أولئك هم المفلحون. ولم يزل هذا الدين القويم من حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم يزيد وينمو ويتع إلى ويسمو حتى تم ميقاته وقربت من.