تعددت ألقاب هذين المعبودين بتعدد الصفات التي نسبها الناس إليهما واختلاف الأماكن التى عبدوها فيها، وكان شأنهما في ذلك شأن بقية ما تخيله القدماء من معبودات نعقب على خصائصها كلما أدت مناسبة الحديث إلى ذكرها.
وتألفت العناصر المعمارية الظاهرة في معبد إلمقه في صرواح من جزئين ضخمين. أحدهما مستطيل واسع، والآخر يتصل به ويبدو على هيئة البيضاوي الناقص، وتضمن أحد نصوص المعبد اسم المكرب يدع إيل ذريح (حرفيًا: يدع إلى ذرح) وذكر أنه سور معبد إلمقه وقدم ثلاث ذبائح لربته حريمت ويميل أصحاب التاريخ المختصر إلى توقيت عهد هذا المكرب بنحو 670ق. م. ويبدو أنه لم يشيد المعبد كله ولم يضع أساسه كله، وإنما بدأ بتوسيع معبد صغير قديم لمعبود قومه وعمل على تسويره كما أشار إلى ذلك نصه، وترك لخلفائه أن يزيدوه اتساعًا وارتفاعًا. ويدعو إلى الأخذ بهذا الرأي أمران، وهما أن بقية نقوش المعبد تضمنت أسماء عدة مكربين وملوك سبئيين آخرين، وأن مباني المعبد الحالية التي ترتفع بعض جدرانها الباقية نحو عشرة أمتار تدل على مهارة كبيرة في فن العمارة لم يكن من السهل على السبئيين أن يبلغوها في أوائل عهودهم بالاستقرار وإقامة العمائر الضخمة. ولازالت الأجزاء الداخلية من المعبد لم تكتشف كشفًا علميًا منظمًا حتى الآن، ويبدو أن جزءًا منه تحول إلى حصن في العصور الإسلامية وزادت فيه حينذاك بعض المداخل والمخارج، بل ولا زالت تقوم فوق جدرانه بعض المساكن الحالية التي غيرت إلى حد ما من خارطته الأصيلة.
وأنشئ معبد معرب في قرية المساجد ببلاد مراد وعلى مبعدة 27 كيلو متر من مأرب الحالية، من أجل إلمقه أيضًا. وأتم نفس المكرب يدع إيل ذريح عمارته في مناسبتين تحدثت عنهما نصوصه، مناسبة قام فيها بتنظيمات اجتماعية، وأخرى أحرز فيها انتصارات حربية وذكر عن المناسبة الأولى أنه أسس كل الهيئات الخاصة بمعبوده، والخاصة به شخصيًا باعتباره حامي دولته، ثم الخاصة بتحقيق الاتحاد والتحالف بين طوائف شعبه. ومعنى ذلك أن دولته الناشئة كانت بسبيل إقرار تنظيمات مستقرة تجري عليها في شئونها الدينية والدنيوية. وتخليدًا لذكرى هذه الإنجازات أقيم الجزء الداخلي من المعبد وتألف من بهو أعمدة بقيت منها ثلاثة، ويعقبه إلى الداخل فناء كبير تقوم في وسطه مقصورة العبادة الرئيسية وتحمل سقفها أربعة أعمدة في صفين، بينما يتقدم المقصورة صفة ذات أعمدة. ويصل بين أعلى هذه الصفة وبين أعلى المقصورة سقف حجري منحدر. ولا تزال هذه المجموعة المعمارية للمعبد تحتفظ بروعتها على الرغم مما لحق بها من تهدم.