وذكر الجغرافي بطلميوس السكندري اسم العاصمة ماؤوكسموس كعاصمة لكندة في القرن الثاني الميلادي.

وبالاستفادة من هذه المصادر مجتمعة وبخريطة بطلميوس الجغرافي السكندري التي أثبتها في كتابه، يذهب الرأي الحديث إلى الاتجاه بديار كندة الأولى إلى ما في شمال نجران في منطقة الأفلاج والعارض وجبل طويق في قلب نجد. وإذا صحت قراءة قحطان التي تضمنها نص شعر أوتر وذكر ارتباطها بكندة وخضوعهما معًا لملك واحد يدعى ربيعة ومن بعده لولده؟ معاوية، فإنها قد تعني منطقة ما من أرض قحطان الواسعة في خولان الشمالية التي تمتد بين شمال شرق جيزان وبين شمال نجران.

وبعد جيل أو نحوه في أوائل القرن الثالث الميلادي، روي نص من عهد إيلشرح يخضب وأخيه يأزل بين ملكي سبأ وذوريدان خبر حرب شنتها قوات هذين الملكين ضد مالك ملك كندة وشعب كندة كدة لمؤازرته لامرئ القيس بن عوف ملك خصاصة، وأسرت هذه القوات قادة كندة واحتجزتهم في مأرب حتى سلموا الغلام امرأ القيس لملكي سبأ وذوريدان وتركوا أبناءهم رهائن لديهما، وأدوا الجزية والفدية من الخيول والإبل والمتاجر. وربما قامت خصاصة هذه حليفة كندة قريبة من منازلها في شمال نجران، إلى القرب من بيشة وإلى الجنوب الغربي منها.

وبعد قرن تقريبًا وفي أوائل القرن الرابع الميلادي تحدثت نصوص شمريهرعش الثالث ملك سبأ وذوريدان عن كندة ومذحج كأحلاف له ثم كأتباع له.

وكانوا في الحالة الأولى لا يزالون في منطقة الأفلاج في قلب نجد، ومثلت كندة القبيلة الرئيسية في مذحج, وتعاونوا جميعًا مع قواته على مهاجمة أرض تنوخ في المنطقة الشرقية على الخليج العربي وما يمتد منها إلى جنوب العراق. ولكن ضربة مضادة وجهت إليه وإليهم في أواخر عهده على يد ملك تنوخ امرئ القيس بن عمرو الذي استشهدنا بملخص نصه العربي المتأثر قليلًا باللغة الآرامية واللهجة النبطية في الفصل الرابع عشر، وبما ذكره فيه من أنه حاصر نجران مدينة شمريهرعش, وشتت -حلفاءه- قبائل مذجح عن أرضها. وهاجرت هذه القبائل حينذاك ومعها كندة إلى دولة حليفها شمريهرعش في الجنوب، وأصبح رجالها من فرق الأعراب في جيوشه. وأقطعهم منطقة أوسان ومضحاي القديمة فأصبحوا سادتها تحت حكمه.

واستمر وضع مذحج وكندة هكذا في عهود خلفاء شمريهرعش، فظهر رجالهما بين الأعراب في جيوش ياسر يهنعم الثالث وذرأ أمر أيمن ملكي سبأ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015