كَانَ قَدْ بَكَرَ بِهِ أَخُوهُ أَبُو الْبَقَاءِ، فَأَسْمَعَهُ الْعَوَالِي مِنْ أَبِي الْقَاسِمِ ابن الْحُصَيْنِ، وَأَبِي الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَرِيرِيِّ، وَأَبِي غَالِبِ بْنِ البَنَّا، وَأَبِي بَكْرٍ الأَنْصَارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ نُظُرَائِهِمْ؛ فَلَمَّا فَهِمَ الطَّلَبَ قَصَدَ هُوَ أَيْضًا الشُّيُوخَ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ، وَسَمَاعَاتُهُ مضبوطة؛ سمع منه الكثير ببغداذ وَإِرْبِلَ وَدِمَشْقَ، وَغَيْرِهَا، وَأَلْحَقَ الصِّغَارَ بِالْكِبَارِ، وَتَفَرَّدَ بِكَثْرَةِ السَّمَاعِ مَعَ عُلُوِّ الرِّوَايَةِ، وَسَمِعَ مِنْهُ أَهْلُ دُنَيْسَرَ حِينَ قَدِمَهَا عَلِيهِمْ مَارًّا إِلَى الشَّامِ؛ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْ أحدٍ مِنَ الشُّيُوخِ أَكْثَرَ مِنْ سَمَاعِي مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ طَبَرْزَدْ، بِقِرَاءَةِ أَبِي نَصْرِ ابن