وتبع هذا الفتح المبين ورود البشرى الثانية من أسد الدين باجتماع العدد الكثير إليه من شجعان التركمان وإنه قد ظفر من المشركين بسرية وافرة ظهرت من معاقلهم من ناحية الشمال فانهزمت وتخطف التركمان منهم من ظفروا به ووصل أسد الدين إلى بعلبك في العسكر من مقدمي التركمان وأبطالهم للجهاد في أعداء الله المشركين وهم في العدد الكثير والجم الغفير واجتمع بالملك العادل نور الدين في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول من السنة وتقررت الحال على قصد بلاد المشركين لتدويخها وإقامة فرض الغزو والجهاد لمن بها والابتداء بالنزول على بانياس والمضايقة لها والجهاد في افتتاحها والله يسهل ذلك بلطفه ويعجله بمعونته

ووصل نور الدين إلى البلد المحروس في يوم الخميس السابع والعشرين من شهر ربيع الأول لتقرير الأمر في إخراج آلات الحرب وتجهيزها إلى العسكر بحيث يقيم أياماً يسيرةً ويتوجه في الحال إلى ناحية العساكر المجتمعة من التركمان والعرب للجهاد في الكفرة الأضداد والله يسهل أسباب الادالة منهم ويعجل البوار والهلاك لهم إن شاء الله تعالى. وفي وقت وصوله شرع في انجاز ما وصل لأجله وأمر بتجهيز ما يحتاج إليه من المناجيق والسلاح إلى العسكر المنصور بالنداء في البلد المحروس في الغزاة والمجاهدين والأحداث المتطوعة من فتيان البلد والغرباء بالتأهب والاستعداد لمجاهدة الافرنج أولي الشرك والالحاد وبادر بالمسير في الحال إلى عسكره المنصور مغذاً غير متلوم ولا متربث في يوم السبت انسلاخ شهر ربيع الأول وتبعه بين الأحداث والمتطوعة والفقهاء والصوفية والمتدينين العدد الكثير الدثر المباهي في الوفور والكثرة فالله تعالى يقرن آراءه وعزماته بالنصر المشرق المنار والظفر باخراب المردة الكفار ويعجل لهم أسباب الهلاك والبوار بحيث لا تبقى لهم باقية ولا يرى لهم رائحة ولا غادية وما ذلك على الله تعالى القادر القاهر بعزيز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015