عليه الثناء وعاد منكفياً إلى دمشق. وورد عليه الخبر بعود السلطان من بغداد إلى أصفهان في شوال من السنة وورد الخبر بوفاة الأمير ابرهيم ينال صاحب آمد وكان قبيح السيرة فيها مذكوراً بالظلم في أهلها وكان جماعة من أهلها قد خلوا عنها لأجله المستمر عليهم واساءته إليهم فسرت النفوس بفقده وأمل من بعده الصلاح وقام مقامه ولده فكان أصلح منه سريرةً وأحسن طريقةً وفي هذه السنة خرج طنكري من أنطاكية في حشده ولفيفه المخذول إلى الثغور الشامية فملك طرسوس وما والاها وأخرج صاحب ملك الروم منها وعاد إلى أنطاكية ثم خرج إلى شيزر وقرر عليها عشرة آلاف دينار مقاطعةً تحمل إليه بعد أن عاث في عملها ونزل على حصن الأكراد فتسلمه من أهله وتوجه إلى عرقة وكان الملك بغدوين وابن صنجيل قد نزلا على ثغر بيروت براً وبحراً فعاد طنكري إلى أنطاكية وسار جوسلين صاحب تل باشر إلى ثغر بيروت لمعاونة النازلين عليه من الافرنج ويستنجد بهم على عسكر الأمير مودود النازلين على الرها. وشرع الافرنج في عمل البرج ونصبه على سور بيروت فحين نجز وزحفوا به كسر بحجارة المناجيق وأفسد فشرعوا في عمل غيره وعمل ابن صنجيل برجاً آخر ووصل في الوقت من اصطول مصر في البحر تسعة عشر مركباً حربية فظهروا على مراكب الافرنج وملكوا بعضها ودخلوا بالميرة إلى بيروت فقويت بها نفوس من فيها من الرعية. وأنفذ الملك بغدوين إلى السويدية يستنجد بمن فيها من الجنوية في مراكبهم فوصل منها إلى بيروت أربعون مركباً مشحنةً بالمقاتلة فزحف الافرنج في البر والبحر إليها بأسرهم في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال ونصبوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015