وفي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة تقوى القرامطة، وعزموا أن يعودوا لمحاربة المعز الفاطمي العلوي صاحب مصر وافريقية، فتجمعت جموعهم وساروا من الإحساء، وفي مقدمتهم زعيمهم الحسن بن أحمد قاصدين ديار مصر فنزلوا

بها وحصروها، فلما سمع المعز لدين الله قصد القرامطة قبل وصولهم الى مصر، كتب اليهم كتابا (?) ، يذكر فيه فضل نفسه وأهل بيته، وأن دعوة القرامطة كانت له وآبائه من قبله، وتوعدهم وهددهم وسير الكتاب اليهم، فكتبوا اليه "جوابك: وصل الذي قل تحصيله، وكثر تفصيله، ونحن حاضرون اليك على إثره والسلام". وساروا حتى وصلوا عين شمس فخيموا بها، وأنشب القتال، وحصروا مصر حصراً شديداً، وأفسدوا ونهبوا القرى وقطعوا السبيل، وكثرت جموعهم، والتف حولهم من العرب وقطاع الطريق جمع كبير، وكان ممن حضر معهم وانضم اليهم الأمير حسان بن الجراح الطائي أمير العرب ببادية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015