من مواد كرمه ثم الحمد لله على ما يسرنا له من اعزاز الدين ورفع عماده وقمع أضداده واستئصال شأفة الباطنية المناهضين لعنادة الذين استركوا العقول الفاسدة فاستغووها بأباطيلهم واستهووها بأضاليلهم واتخذوا دين الله هزوءًا ولعباً بما لفقوه من زخارف أقاويلهم سيما ما سنى الله من فتح الفتوح وهيأ أسبابه من النصر الممنوح بأخذ قلعة شاه ذر التي شمخ بها الجبل وبذخ وكان الباطل باض فيها وفرخ وكانت قذىً في عيون الممالك وسيما إلى التورط بالمسلمين في المهاوي والمهالك ومرصداً عليهم بالشرارة والنكارة حيثما ينحونه من المسالك. وفيها ابن عطاش الذي طار عقله في مدرج الضلال وطاش وكان يرى الناس نهج الهدى مضلةً ويتخذ السفر المشحون بالأكاذيب مجلةً ويستبيح دماء المسلمين هدراً ويستحل أموالهم غرراً فكم من دماء سفكت وحرم انتهكت وأموال استهلكت وترات تجرعتها النفوس فما أستدركت ولو لم يكن منهم إلا ما كان عند حدثان أمرهم بأصفهان من اقتناص الناس غيلةً واستدراجهم خديعةً وقتلهم إياهم بأنواع العقوبات قتلةً شنيعةً ثم فتكهم عوداً على بدء بأعيان الحشم وخيار العلماء واراقتهم ما لا يعد ولا يحصى من محرمات الدماء إلى غير ذلك من هنات يمتعض الاسلام لها أي امتعاض وما الله عن المسلم أن يتميز لها براض لكان حقاً علينا أن نناضل عن حمي الدين ونركب الصعب والذلول في مجاهدتها ولو إلى الصين. وهذه القلعة كانت من أمهات القلاع التي انقطع إليها رؤوس الباطنية كل الانقطاع فكان تبث الحبائل منها في سائر الجهات والأقطار وترجع إليها نتائج الفساد رجوع الطير إلى الأوكار وهي في العزة والمنعة مثل مناط الشمس التي تنال منها حاسة البصر دون حاسة اللمس ترد الطرف كليلاً وتعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015