وقتل من كان فيه ونهب وغنم واتصل الخبر ببغدوين ملك الافرنج فنهض إليه من طبرية ونهض أتابك إلى حصن بالقرب من طبرية فيه جماعة من فرسان الافرنجية فقاتله وملكه وقتل من كان فيه وانكفأ إلى المدان وعاد الافرنج إليه. فلما قربوا منه اندفع العسكر إلى ناحية زرا وتلاقت طلائع الفريقين وعزموا على المصاف والالتقاء وقد قويت نفوس المسلمين فلما كان من غد ذلك اليوم ركب العسكر وقد تأهب للقاء على تلك النية وزحفوا إلى موضع مخيمهم فصادفوهم وقد رحلوا عائدين إلى طبرية ثم منها إلى عكا فعاد ظهير الدين عند ذلك في العسكر إلى دمشق
وكانت الأخبار متناصرةً في هذه السنة باهتمام السلطان غياث الدنيا والدين محمد ابن ملك شاه بمحاصرة قلعة الباطنية المعروفة بشاه ذر المجاورة لأصفهان والجد في افتتاحها وحسم أسباب الفساد المتوجه على البلاد من المقيمين بها وتوجه عنها في عساكره الدثرة المتناهية في القوة والكثرة ولم يزل منازلها ومضايقها إلى أن منحه الله تعالى افتتاحها والاظهار على من فيها وملكها بالسيف قهراً وقتل من كان فيها من الباطنية قسراً وهدمها وأزاح العالم من الشر المتصل منها والبلاء المبثوث من أهلها. وأنشأ كتاب الفتح يوصف الحال فيها إلى سائر أعمال الملكة ليقرأ على المنابر ويستنزل في معرفة كل باد وحاضر أمير الكتاب أبو نصر بن عمر الأصفهاني كاتب السلطان وبلاغته في الكتابة معروفة مذكورة وقضاء حقه في إنشائه موصوفة