تاريخ جرجان (صفحة 260)

وَقَالَ يا عدو اللَّه قَدْ بلغني أنك قتلت الرجل ثُمَّ أردت أَن تملك ماله لا ولا كرامة لَكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ فاعتزل إِذَا قَالَ نفعل ذَلِكَ وكرامة فقعد فِي منزله قَالَ وأقام الأمير بِجُرْجَانَ قاضيا يقال لَهُ زَكَرِيَّا الرفاء ورشاه ستة آلاف درهم عَلَى بيع ولاشجرد وعبث ففعل قَالَ فشعث النَّاس عَلَى الأمير وَقَالُوا: لا نريد أحدا يحكم علينا غير أحمد قَالَ فعزل الأمير زَكَرِيَّا الرفاء قَالَ وطالبه بستة آلاف درهم وبعث إِلَى أَحْمَد فراوده عَلَى الْقَضَاء فامتنع عَلَيْهِ وخرج مختفيا فِي طريق قومس إِلَى الْمَأْمُون وَهُوَ بمرو فلما صار إِلَى بابه كَانَ لَهُ هناك صديق من حجاب الْمَأْمُون يقال لَهُ كثير بْن شهاب فأستأذن لَهُ عَلَى الخليفة ورفع من شأنه عنده ومدحه ودخل عَلَى الْمَأْمُون فسلم عَلَيْهِ فأدنى مجلسه وَقَالَ لَهُ مَا أقدمك عَلِي فتظلم من والي جُرْجَان وذكر أذاه لَهُ وَقَالَ1 لَهُ قَدْ عزلناه عَنْك وعن أَهْل بلدك فلا يد لَهُ عليكم.

وَقَالَ لَهُ كثير بْن شهاب بحضرة الْمَأْمُون: إِن أمِير الْمُؤْمِنيِنَ قَدْ قضى لَكَ2 ستة عشر2 حاجة فسل فَقَالَ: أولها الإعفاء من الْقَضَاء وَقَالَ:3 لا يعفيك فَإِن أمِير الْمُؤْمِنيِنَ بر بأمثالك قَالَ: فعلى غَيْر جُرْجَان إِذَا قَالَ اختر أي بلد شئت غير جُرْجَان قَالَ قَدِ اخترت قومس من قربها بلدي قَالَ قَدِ استقضيتك عَلَيْهَا ثُمَّ سائر حوائجك قَالَ فسأل تلك الحوائج الَّتِي قضيت لَهُ فَمَا سأل فِيهَا حاجة لنفسه ولكن جعلها فِي سبيل الخير 111/ألف كلها فاستقضاه عَلَى قومس وكتب لَهُ بعزل ذَلِكَ الوالي قَالَ فقدم جُرْجَان وعزله وأقامه للمظالم واشتروا منه ولاشجرد وعبث قَالَ إِن عبث جارية أن تركت حَتَّى يكبر هَؤُلاءِ الأيتام عجزت وذهبت عَنْهَا بَعْض ثمنها فبعث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015