ورأيت بخط بعض أصحابنا قَالَ سمعت فاطمة بنت أَحْمَد بْن عَبْد الكريم الوزان تقول سمعت أَبِي يقول حضرت جنازة إسحاق بْن حنيفة العابد وكانت الخطاطيف قد حجبت الشمس عَنْ جنازته وسترتها عنها بأجنحتهم فِي غير أوانها.
وسمعت أبا الْحَسَن أَحْمَد بن أحمد القلانسي يقول: سمعت أَبِي يقول الليلة التي وضعت امرأة إسحاق بْن حنيفة ولدها قالت لزوجها إسحاق: اطلب لي شيئا أضعه فِي فمي وآكله فإني وضعت فلم يجد إسحاق شيئا مما يؤكل وقالت: اطلب لي سراجا ولم يكن فِي بيته دهن وكانت قد ضعفت وضاق صدرها من ظلمة الليل ومفارقة ولدها ولما لم تجد شيئا يؤكل فأخذ إسحاق يدور فِي داره ويقول: هذا فعلك مع الأنبياء والأولياء من أنا وهذه المرأة ضعيفة لا تصبر وهو من ماله1 وإذا بواحد يدق الباب فِي ظلمة الليل ويقول: خذوا هذا فإذا بسلة فيها من الخبز واللحم والسمن والسكر والعسل والبيض وجميع ما تحتاج اليه من المأكول وآله القدر من الأبزار وغيره حتى الكبريت فأخذ إسحاق وأسرج لها وأصلح لها شيئا مما تتقوى بها وقال: قد رحمك أَوْ كما قَالَ.
رَأَيْت بخط أَبِي حَاتِم مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الرَّازِيّ قد أجزت لإسحاق بْن حنيفة ولعمران وأحمد ابني مُوسَى بْن مجاشع ولمحمد بْن مُوسَى بْن الْحَسَن الْجُرْجَانِيّ جميع ما فِي هذا الكتاب وذلك فِي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
أملى أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن حمدان المشتوتي فِي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة أَخْبَرَنَا جَدِّي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَنِيفَةَ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ هَارُونَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ المنعم بن نعيم2