أنشدني أبو نصر عَبْد الرَّحِيم بْن النفيس بْن هبة اللَّه الحديثي لنفسه ببغداد:
سلوا فؤادي هل صفا شربه ... مذ نأيتم عنه أورقا
وهل يسليه إذا غبتم ... أن أودع التسليم أوراقا
مولده ببغداد في عاشر ربيع الأول سنة سبعين وخمسمائة [1] .
شاعر ظريف، مليح المعاني. روى عنه الشريف أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بْن طباطبا العلوي ومهيار بن مرزويه الشاعر وغيرهما.
ومن شعره:
يا غائبا من سواد عيني ... حللت من قلبي السوادا
ما غبت عن ناظري ولكن ... غيبت عن ناظري الرقادا
قد قلت لما سعى وشاة ... يبدون ما بيننا فسادا
حاشى لقلب وأنت فيه ... يبلغ منه العدى مرادا
وله:
ليل المحبين مطوي جوانبه ... مشمر الذيل منسوب إلى القصر
إذا الحبيبان باتا تحت جانبه ... غابت أوائله في آخر السحر
ما ذاك إلا لأن الصبح نمّ بنا ... فاطلع الشمس في غيض [2] على القمر
توفي في يوم الخميس، لشعر بقين من رجب سنة تسع وأربعمائة. وله أشعار ملاح.
شاعر، طاف العراق وخراسان وما وراء النهر، ومدح الملوك والوزراء.
ذكره أبو منصور الثعالبي في كتاب «يتيمة الدهر» ، فقال: أبو طالب المأموني عبد السلام بن الحسين من أولاد المأمون. كان أحد بل أوحد أفراد الزمان، شريف نفس