بدت فِي مُحياها خيالات أدمعي ... فغاروا وظنوا أن بكت لبكائي
وله:
ولما [1] بلوت الناس أطلب منهم ... أخا ثقة عند اعتراض الشدائد
تطمعت في حالي رخاء وشدة ... وناديت في الأحياء هل من مساعد
فلم أر فيما ساءني غير شامت ... ولم أر فيما سرني غير حاسد
وله:
حيث انتهيت من الهجران [لي] [2] فقف ... ومن وراء [3] دمي بيض الطبى فخف
يا عابثا [4] بعدات الوصل يخلفها ... حتى إذا جاء ميعاد الفراق يفي
اعدل كفاتن قدّ منك معتدل ... واعطف كمائل غصن منك منعطف
ويا عذولي ومن يصغى إلى عذلي ... إذا رنا أحور العينين ذو هيف
تلوم قلبي أن أصماه ناظره ... فيم اعتراضك بين السهم والهدف
سلوا عقائل هذا الحي أي دم ... للاعين النجل عند الأعين الذرف
يستوصفون لساني عن محبتهم ... وأنت تصدق يا دمعي لهم فصف
ليست دموعي لنار الشوق مطفئة ... وكيف والماء بارد والحريف خفي
لم أنس يوم رحيل الحي موقفنا ... والعيس تطلع [5] أولاها على شرف
والعين من لفتة الغيران ما حظيت [6] ... والدمع من رقبة الواشين لم يكف
وفي الحدوج الغوادي كل آنسة ... إن ينكشف سجفها للشمس تنكسف
تبين عن معصم [7] بالوهم ملتزم ... منها وعن مبسم باللحظ مرتشف
في ذمة الله ذاك الركب أنهم ... ساروا وفيهم حياة المغرم الدنف
فإن أعش بعدهم فردا فيا عجبي ... وإن أمت هكذا وجدا فيا أسفي
قل للذين رمت بي عن ديارهم ... أيدي الخطوب إلى هذا الهوى انقذف