في آخرين، وكان حسن الصحبة وجميل الأخلاق والتودد والديانة وحسن الطريقة.
أنشدني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يحيى الحافظ لنفسه:
مدارك أعلام الشريعة أصلها ... حديث رسول الله إذ كان يشرع
فكن جامعا منه لما صح نقله ... فقد فاز من أمسى لما قال يجمع
ولا تستمع من كان فيه مفندا ... فلتدين [1] الحكماء عن الخير تدفع
توفي أبو عبد الله بن الدبيثي في يوم الإثنين ثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بالوردية. وكان قد أضر في آخر عمره.
من أولاد الأمراء، وكان أديبا فاضلا، له النثر والنظم الجيد، يحفظ كثيرا من الحكايات والأشعار والنوادر ويكتب خطا مليحا، وكان عارفا بالنحو واللغة والحساب والفلسفة، وكان قليل الدين لا يعتقد شيئا.
أنشدنا أبو منصور محمد بن سليمان لنفسه بالمدرسة النظامية:
يبكي عليك وحقه يبكيكا ... صب بمهجة نفسه يفديكا
ظمآن من شوق إليك وربه ... لو كنت تنقعه مراشف فيكا
يا مسلمي لصدوده وبعاده ... رفقا سلمت فبعض ذا يكفيكا
زعموا بأنك في الجمال كيوسف ... صدقوا فرفقا يوسف يأتيكا
مولده في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وتوفي عشية الإثنين السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة عشرين وستمائة، وصلى عليه بالمدرسة النظامية، ودفن بالشونيزية.