على صاحبه بحسن خلقه بدرجة كما بين المشرق والمغرب» [1] .
من أهل شيراز، قدم بغداد، وكان يكتب بين يدي الوزير أبى على بن مقلة وله به اختصاص، وتنقلت به الأحوال حتى استكتبه المستكفى بالله مدة قبل خلافته وبعدها، ثم كتب للمطيع مدة، ثم عزله عن الكتابة، فلحق عضد الدولة بشيراز فأقام عنده إلى حين وفاته، وكان كاتبا شديدا يكتب خطا مليحا شبيها بخط أبى على بن مقلة، وله ترسل وشعر مليح، وقد روى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن سليمان بن فهد الأزدى حكايات.
أنبأ أبو القاسم الأزجى عن أبى سعد بن الطيوري أنبأنا أبو القاسم التنوخي إذنا عن أبيه أبى على قال: أخرج إلى أَبُو الفتح أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هارون بن المنجم رقعة بخط أبى أحمد الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي الذي أعرفه وأخبرنى أنه كتب بها إلى أبى الحسن بن طرخان فقرأها فإذا فيها كلام لم يستحق مثله أن يصنع في شعرين له أثبتهما بخطه في آخر الرقعة صنيعين: الأول:
يا سفرة أسفرت عن كل محبوب ... ففرجت كربة عن قلب مكروب
أديت إلى حنينا كنت أكتمه ... وجدي فصاحبت منه خير مصحوب
وظللت في ظل عيش مونق رغد ... علىّ بالراح والكأسات والكوب
ناهيك من ثوب نسك قد لبست ومن ... ذيل إلى اللهو واللذات مسحوب
ومن حبيب أطعت الحب فيه ... أصح لعذل ولم أحفل لتأنيب
ولمؤمن منى فيه قد بلغت غايتها ... عفوا وظن جميل غير مكذوب
ومن زمان بقربى منه قد عمرت ... أيامه بتمام الحسن والطيب
والثاني:
أهلا وسهلا بالحبيب الذي ... يصفينى الوداد وأصفيه
محاسن الناس التي فرقت ... فيهم غدت مجموعة فيه
قد فضح البدر باشراقه ... والغصن غصنا بتنبيه
وجل في سائر أوصافه ... عن كل ممتثل وتشبيه