الدواوين، فلما خلع القاهر وولى الراضي بالله الخلافة ولاه الشام فتوجه إليها، ثم إن الراضي بالله قلده الوزارة في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وهو مقيم بحلب، وعقد له الأمر فيها يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان وكوتب بالمصير إلى الحضرة، فوصل إلى بغداد يوم الخميس لست خلون من شوال، فأقام ببغداد مدة فرأى اضطراب الأمور بالحضرة واستيلاء الأمير أبى بكر محمد بن رائق عليها فأطمع ابن رائق في أنى يحمل إليه الأموال من مصر والشام، وشخص إلى هناك في الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين، واستخلف أبا بكر عبد الله بن على النفرى بالحضرة [وسار] [1] فأدركه أجله بغزة- ويقال: بالرملة- في يوم الأحد لثمان خَلَون من جُمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وسنه سبع وأربعون سنة، لأن مولده على ما ذكره أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مهدى في تاريخه في ليلة السبت لست ليال بقين من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين، فكانت مدة وقوع اسم الوزارة عليه سنة واحدة وثمانية أشهر وخمسة وعشرين يوما.

1333- الفضل بن جعفر الحربي:

روى عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامي.

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الضَّرِيرِ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ زَاهِرِ ابن طاهر الشحامي قال: كتب إلى أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليجى أنبأ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي أنبأ عبد الله بن موسى البغدادي بمرو قال سمعت الفضل بن جعفر المروي بها قال سمعت أبا المنذر هشام بن منذر الموصلي يقول كتب أبو دلف إلى عبد الله بن طاهر في يوم نيروز مع هدية أنفذها إليه كتابا يعتذر من الهدية ويقللها ويقول فيه:

جعلت هديتي لك حفظ ودى ... لحب الازدياد من الصديق

فلا شيء يساوى كل شيء ... من الدنيا سوى حفظ الحقوق

فأجابه عبد الله بن طاهر:

بعثت إليك من قبلي رسولا ... يناجى ود قلبك من بعيد

ولا والله ما فيه لحفظ ... سوى حفظي لودك من مزيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015