من أهل الحربية، قرأ القرآن بالروايات على جماعة، وسمع الحديث من يوسف بن عمر الحربي وأبي الفتح بن البطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا حسن الطريقة متدينا، يقرأ الناس عليه القرآن، وقد ختم عليه خلق كثيرا كتاب الله عز وجل.
أخبرنا عمر بن أحمد المقرئ الحربي قراءة عليه أنبأ يوسف بن عمر بن الحسين الزاهد قِرَاءَةً عَلَيْهِ أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عبد العلاء ومحمد بن يوسف أنبأ أبى أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أبو الربيع الزاهراني حدثنا جعفر بن مالك بن دينار قال سألت عكرمة: ها يذكر الله الرجل في نفسه وهو على حاجته؟ قال: بقلبه أما بلسانه فلا.
توفى عمر بن أحمد [ابن] [1] الدردانة في شهر رمضان سنة إحدى وستمائة ودفن بباب حرب وقد جاوز السبعين.
.....]
عبد الرحمن المخلص حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا سويد حدثنا فرج بْنُ فَضَالَةَ عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «ألا لعلكم لا تروني بعد عامي هذا» - ثلاث مرات، فقام إليه رجل طوال أشعت كأنه من أزد شنوءة فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الَّذِي نَفْعَلُ؟ قَالَ: «اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَحُجُّوا بيت ربكم وأدوا زكاتكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم عز وجل [3] » .
سألت الشريف أبا البركات الزيدي عن مولده فقال: في صفر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وتوفى يوم الإثنين العشرين من جمادى الأولى سنة عشر وستمائة فجأة بعد أن صلى بالناس إماما صلاة العصر ودخل منزله فلحقه ألم بفؤاده فمات في وقته، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية ودفن بمقابر قريش.