وقد تقدم ذكر جده وجد أبيه آنفا، شهد عند قاضي القضاة أَبِي القَاسِم عَبْد الله ابن الحسين الدامغاني في رابع المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته، وتولى الإشراف بديوان الجوالي، وخدم في عدة أعمال إلى حين وفاته، علقت عنه شيئا من شعره ولم أجد له سماعا في شيء من الحديث، وكان حسن الأخلاق متواضعا، ذكر أن مولده في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة السبت الثامن عشر من المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
أخو زعيم الدولة أبي عبد الله محمد، وفخر الدولة أبي علي الحسن- وقد تقدم ذكرهما، تولى أستاذية دار الخلافة المعظمة في أيام الإمام المسترشد بالله في رجب سنة تسع عشرة وخمسمائة، واستنيب في ديوان الزمامي في ذي القعدة من السنة المذكورة لإصلاح السواد والعمارات، سمع شيئا من الحديث من أبي المعالي ثابت بن بندار البقال، وما أظنه روى شيئا، بلغني أن مولده كان في جمادى [2] من سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو المكارم بن المطلب في يوم الجمعة التاسع من رجب من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
ولي حاجبا في الباب النوبي وناظرا في المظالم في سنة خمس وخمسمائة إلى أن توفي في عشية الأحد سلخ جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش، وكانت سيرته جميلة، وله معروف وصدقة، ذكر هذا صدقة ابن الحداد في تاريخه.
والد قاضي القضاة أَبِي طالب علي الذي قدمنا ذكره، كان فقيها فاضلا حسن