قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي شجاع مُحَمَّد بن علي بن الدهان بخطه قال: وفي يوم الخميس ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وخمسمائة وصل أبو الحسن ابن حسكويه البيع من ناحية كبيرة ومات بالجانب الغربي.
من أهل الري، كان أحد الكتاب في ديوان الإنشاء للملك عضد الدولة، ثم كتب بجرجان بعد العشر والأربعمائة، وكان مشهورا بجودة الشعر وكثرة الأدب والفضل والبلاغة وحسن العبارة، روى عنه شيئًا من شعره أبو نصر عبد الكريم بن مُحَمَّد الشيرازي وأبو سعد المظفر بن الحسن الهمداني وأبو الحسن علي بن عبد الملك الحفصي الأسترآباذي.
قال أبو جعفر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن سهل الهروي: كان أبو الفرج بن هندو صاحب أبوّة في بلده ولسلفه نباهة بالنيابة وخدمة السلطان، وكان متفلسفًا، قرأ كتب الأوائل على العامري بنيسابور، ثم عَلَى أبي الخير بن الخمار، وورد بغداد في أيام أبي غالب ابن خلف الوزير ومدحه، واتفق اجتماعي معه وأنسي به، وكان يلبس الدراعة عَلَى رسم الكتاب، وأنشدني لنفسه:
لا يؤيسنك من مجد تباعده ... فإن للمجد تدريجا وترتيبا
إن القناة التي شاهدت رفعتها ... تنمى وتنبت أنبوبًا فأنبوبا
أخبرني بهذين البيتين يوسف بن أَحْمَد بن الحسين الدباس عن أبي علي الحسن الهمداني قال: قرئ عَلَى والدي وأنا أسمع أنشدكم أبو الفرج بن هندو لنفسه- فذكرهما.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب إلي أبو نصر عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هارون الشيرازي أنشدني الأستاذ أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو لنفسه بجرجان: