كان معجبا بالغلمان الأتراك، فَقَالَ بعض أهل خراسان وقد رآه راكبا: أما أنت [1] خاقان ملك الترك، فبقيت عليه.

قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله أن علي بن أحمد أخبره عن عبيد الله بن محمد قال: أنبأنا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن يحيى الصولي إذنا قال: حدثنا مُحَمَّد بْن سَعِيد قَالَ: سَمِعْت مُحَمَّد بْن صالح النطاح يَقُول آل [2] خاقان نافله إلى خراسان بن المدار؟ والي البصرة ينسبون وهم موالي للأزد لقوم منهم يقال لهم بنو واشح بْن عمرو ابن مالك بْن فهم بْن تميم بْن دوس.

وبه: عن الصولي قال حدثنا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الكاتب قَالَ: لما نكب المتوكل محمد ابن الفضل الجرجاني قَالَ: قد مللت عرض المشايخ عليّ فاطلبوا لي حدثنا من أولاد الكتاب، وبقي شهرين بلا وزير، وأصحاب الدواوين يعرضون عليه أعمالهم، فاختاروا له ثلاثة من أولاد الكتاب وقالوا: يختار منهم من أراد، فكان أول من اختاروا له أَبَا الفضل إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن العباس الصولي الكاتب، واختاروا له أَبَا الفرج مُحَمَّد بْن نجاح بْن سلمة وأبا الحَسَن عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن خاقان، فأما إسحاق بْن إِبْرَاهِيم فإن أباه استعفى له وحلف أنه لا يصلح لهذا الأمر وكان أكتب الناس وأذكاهم وأحسنهم وجها فأشفق عليه فأعفاه المتوكل وأما أَبُو الفرج مُحَمَّد بْن نجاح بْن سلمة فإن المتوكل رآه فاستثقله وَقَالَ: أريد من يخف عَلَى قلبي؛ فوصف له الفضل بْن مروان عُبَيْد اللَّه بْن يحيى وزاد فِي فضله وفرضه، وكان يوقع بين يديه؛ فأمر بإحضاره فأحضر الدار، فلما خاطبه أعجبه حركته وحلاوته، وكان قدم شفاعة إلى الفتح بْن خاقان، فَقَالَ الفتح للمتوكل: إن رأي أمير المؤمنين أن يأمره بأن يكتب بين يديه، فَقَالَ له: اجلس واكتب! فجلس وكتب خطا حسنا، فاستحسن المتوكل خطه، فَقَالَ له الفتح: الذي كتب أحسن من خطه، قَالَ: وما هو؟ قَالَ: كتب (إِنَّا فَتَحْنَا لك فتحا مبينا) وقد تعالمت [3] ببركته لبركة [4] ما كتب، فولاه العرض؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015