الله صلّى الله عليه وسلّم ومنع أبي بَكْرٍ لَهُمَا، لا يَخْلُو مَنْعُ أَبِي بَكْرٍ حَقًّا يَجِبُ لَهُمَا، أَوْ يَكُونَا طَلَبَا مَا لا يَجِبُ لَهُمَا، فَلَيْسَ يَخْلُو أَنْ يَكُونَ مَعَ أَحَدِهِمَا؛ فَاسْتَجَابُوا لَهُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ:
وَرَأَيْتُهُمْ كَانُوا يُحِبُّونَ مُنَاظَرَتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فقال لهم أبو جعفر بن الْمُهْتَدِي: الْحَقُّ مَعَهُمَا، فَقَالُوا: كَيْفَ ذَا؟ قَالَ: ذَا لا يَشُكُّ أَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَحْنُ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ»
، فَتَأَوَّلَتْ [1] فَاطِمَةُ وَالْعَبَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ فِي الْكُرَاعِ والسلاح وآلة الجهاد دون المال، فهما طالبان لحق بِتَأْوِيلٍ تَأَوَّلاهُ، وَمَنَعَهُمَا أَبُو بَكْرٍ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جميع ما يملكه [2] من كراع وسلاح، قَالَ: وَلَمْ يَجُزْ لأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْطِيَهُمَا [3] مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا وَمَنَعَ بِحَقٍّ، وَكَانَ طَلَبُ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسِ بِحَقٍّ.
ذكره أَبُو العرب أَحْمَد بْن مُحَمَّد التيمي القيرواني فِي كتاب «تاريخ قيروان» من جمعه، وَقَالَ: قدم علينا وله رجال منهم وكيع ويزيد بْن هارون وغيرهما، حدثنا عنه أَحْمَد بْن يزيد. وقد روى عنه أيضًا داود بْن يحيى، ومات عبيد الله بن محمد سنة ست وثلاثين ومائتين، وكذلك قَالَ لي أَحْمَد بْن يزيد.
سكن صور عند أَبِي عَبْد اللَّه الروذباري، وحدث عن أَبِي يعقوب إسحاق بْن إِبْرَاهِيمَ بْن أَبِي حسان الأنماطي وأبي الحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن هارون بْن الخليل الطبري، روى عنه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زكريا النسوي.
كَتَبَ لَنَا [5] أَبُو الْفُتُوحِ الْعجلِيُّ أَنَّ أَبَا طَاهِرٍ عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسن آبادي أخبره قال: أنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَاطِرْقَانِيُّ قَالَ: أنبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بن الخليل الطبري بأنطاكية قال: حدثنا أبو عبد الرحمن