قَالَ: «قُلْ وَأَنَا أَسْمَعُ» ، قَالَ:

وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ الْمُنِيفِ وَقَدْ ... طَافَ الْعَدُوُّ بِهِ إِذْ يَصْعَدُ الْجَبَلا

وَكَانَ رِدْفُ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمُوا ... مِنَ الْبَرِيَّةِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ رَجُلا

فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ: «صَدَقْتَ يَا حَسَّانُ! هُوَ كَمَا قُلْتَ» [1] .

سَمِعْت من أثق به يحكى [2] أن شيخنا القاضي أَبَا مُحَمَّد بن الساوي قصده رجل تاجر بعد صلاة المغرب فِي منزله وذكر أن له غريما فِي الحبس وأنه قد أذن فِي إطلاقه لأنه متوجه إلى السفر فِي سحرة تلك الليلة، فلم يقدر القاضي فِي تلك الساعة عَلَى أحد من الغلمان بباب الحكم لينفذه إلى الحبس، وكان يومئذ شيخا كبيرا ضعيفا، فَقَالَ للتاجر: خذ بيدي حتى نصل إلى الحبس، فاتكأ عَلَى يد الرجل حتى أتى الحبس فأخرج المحبوس وَقَالَ: ما [3] كان اللَّه ليراني وقد حبسته هذه الليلة عن مصالحه وقد أفرج عنه خصمه، ثم عاد إلى منزله- رحمه اللَّه عليه.

سألت القاضي أَبَا مُحَمَّد بْن الساوي عن مولده، [فقال] [4] : في المحرم سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.

ورأيت بخط أَبِي سعد بْن حمدون قَالَ: سألت ابن الساوي عن مولده فَقَالَ: فِي محرم سنة ثلاث عشرة- فاللَّه أعلم بالصحيح، وتوفى يوم الأحد التاسع من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية عند أهله، وكان آخر من بقي من بيته ولم يعقب.

365- عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الخراساني [5] :

حدث عن أَبِي إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الترمذي، رَوَى عَنْهُ الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه النيسابوري فِي كتاب «المستدرك الصحيح» عَلَى البخاري ومسلم أو أحدهما بما لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015