عبد الهادي بْن أَبِي سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن مأمون السجستاني الزاهد سمع الحديث من جده عبد الله سنة خمس وثمانين، وسافر إلي الحج وسمع مسند أحمد [من] [1] ابن الحصين وسمع من غيره، وبلغني أنه لما حج قرأ عليه شيخنا الحافظ- يعني أبا العلاء الهمداني- وابن ناصر مسلسلات أبي حاتم بن حبان، وَكَانَ زاهدا، ورعًا، متواضعًا، كثير النوافل، سريع الدمعة، حسن الأخلاق، عاش تسعا وثمانين سنة ما عرفت له زلة، وَكَانَ منتشر الذكر في البلاد القاصية بحسن السيرة، وَكَانَ له رباط ينزل فيه كل من أراد من القادمين إلى سجستان من العلماء والصوفية، وَكَانَ قد وقف عليه وعلى طائفته نصف قرية، وَكَانَ لا يتناول من ذلك شيئا بل يجعله في بقية الرباط ويتعيش بقليلة يسيرة؛ ومات يوم مات [عن] [2] دين- هذا مع سعة حاله- بسجستان.
وبلغنا موته بهراة بعد مفارقتي له بقليل، وَكَانَ له ابن يقال له عبد المعز، سمع من أبيه [و] من أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار بن الفاخر وَكَانَ أعلم من أبيه وقريبا منه في السيرة والعقل والوقار والحرمة عند الناس، لم يعش بعد أبيه طائلا. ذكر الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي أن أبا عروبة عبد الهادي توفي بسجستان في سنة اثنتين وستين وخمسمائة [رحمه الله] .
من قدماء المشايخ البغداديين قبل السري وبشر بن الحارث، ذكره أبو عبد الرحمن في «تأريخ الصوفية» من جمعه.
كتب إليَّ أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن بن موسى السلمي قَالَ: سمعتُ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ يَقُولُ: سمعت محمد بن علي بن مأمون يقول:
سمعت أبا علي الروذباري [يقول] [3] سمعت أحمد بن إبراهيم الحرقي يقول: قال لي