وجماعة غيرهم، وحدث بالكثير، وسمع منه أصحابنا، وتوفي قبل طلبي للحديث، وكان شيخا لا بأس به، فقيرا صبورا على فقره، خرج من بغداد على عزم التوجه إلى الشام لرواية الحديث هناك وطلبا للزرق، فوصل إلى حران وحدث بها وأدركه أجله هناك.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الأَنْحَتِ [1] الْحَنْبَلِيُّ، أَنْبَأَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حَبَّةَ، وَأَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْمَجْدِ الْحَرْبِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ [بْنُ] [2] أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَحَدُنَا إِذَا أَرَادَ [أَنْ يَنَامَ [3]] وَهُوَ جُنُبٌ كَيْفَ يَصْنَعُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَ: «يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ ثُمَّ يَنَامُ» [4] .
قرأت بخط عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة قال: مولدي في رجب سنة ست عشرة وخمسمائة.
سمعت يوسف بن خليل الآدمي بحلب يقول: توفي أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة البغدادي بحران في يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
من أولاد المحدثين. سافر في طلب الكسب إلى خراسان ودخل ما وراء النهر، وروى بسمرقند المقامات الخمسين [5] لأبي محمد الحريري عنه، سمعها منه أبو سعد ابن السمعاني وابنه أبو المظفر، وكان يذكر أنه سمع الحديث من والده ومن أخيه