وتسعين وخمسمائة وله أربع وثمانون سنة.
سَمِعَ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المهدي ومحمد بْن مُحَمَّد بْن المهتدي بالله وهو آخر من حدث عَنْهُمَا، وهبة اللَّه بْن الحصين وكان يَقِظا فطنًا صحيح السماع. أخبرنا ابْنُ المعطوش، أخبرنا ابْنُ المهدي سنة أربع عشرة فذكر حديثًا. ولد فِي رجب سنة سبع وخمسمائة. وتوفي فِي جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ ابْنُ خليل والضياء وابنا الحافظ عَبْد الغني واليلداني وابن عَبْد الدائم وعبد اللطيف الحراني وروى الشَّيْخ الموفق بْن قدامة مَعَ جلالته عن رَجُل عَنْهُ، وبالإجازة أَحْمَد بْن أَبِي الخير وعلي بْن الْبُخَارِيّ وهو أسند من لقي الضياء ببغداد.
قَرَأَ القراءات واشتغل بالعلم وسمع نصر بْن مُحَمَّد الأديب والعلاء بْن عليّ بْن السوادي الشَّاعِر وجالس أبا مُحَمَّد بْن الخشاب ولازم أبا البركات الأنباري النحوي وسمع أبا زرعة المقدسي ودرس النحو بالنظامية، وتفقه عَلَى مذهب أَبِي حنيفة وكان حنبليًا وقيل انتقل إلى مذهب الشَّافعيّ وفيه يَقُولُ أَبُو البركات بْن التكريتي المؤيد الشَّاعِر:
ومن مبلغ عني الوجيه رسالة ... وإن كَانَ لا تجدي لديه الرسائل
تمذهبت للنعمان بعد ابْنُ حنبل ... وذلك لما أعوزتك المآكل
وما اخترت رأي الشَّافعيّ ديانة ... ولكنما تهوى الَّذِي هُوَ حاصل
وعما قليل أنت لا شك صائر ... إلى مَالِك فانظر لما أَنَا قائل
والوجيه لقب أَبِي بَكْر هَذَا وَقَدْ تخرج بِهِ جماعة فِي النحو وكان يَقُولُ الشعر وكان هُذرة. كتبت عَنْهُ أناشيد. توفي فِي شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة وله ثمانون.