الحصين فَمَنْ بعدهما وحدث بالكثير وأقرأ القراءات سنين وكان ثقة صحيح السماع لَهُ معرفة حسنة بالنحو. روى لنا عَنْهُ جماعة أثنوا عَلَيْهِ. قَالَ عُمَر الْقُرَشِيّ: سَأَلْتُهُ عن مولده فَقَالَ: سنة تسعين وأربعمائة أَوْ تسع وثمانين. قَالَ: وتوفي فِي شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
قلت: روى عنه الحافظ عبد الغني والحافظ عبد القادر والحافظ ابن الأخضر والموفق بْن قدامة وأخوه أَبُو عُمَر وابن راجح وأبو صالح الجيلي. وقرأ عَلَيْهِ القراءات والقرآن خلائق من أخرهم عَبْد العزيز بْن دلف قَالَ صدقة بْن الْحُسَيْن فِي تاريخه: ظهر بالبطائحي ناصور تحت كتفه فبقي مدة ينزّ ثُمَّ انفجر إلى باطنه فهلك ووقف كتبه ووصى بثلث ماله لطغدي تلميذه وخلف نحو أربعمائة دينار ودارًا.
صحيح السماع. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم مُحَمَّد بْن عبد العزيز البيع، أخبرنا عاصم بْن الْحَسَن. فذكر حديثًا. توفي فِي ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وستمائة.
قَرَأَ النحو عَلَى عَبْد القاهر الجرجاني وبرع فِيهِ حتَّى صار من أعيان النحاة واستوطن بغداد ودرّس النحو بالنظامية وأخذ عَنْهُ الناس وحدث عن أبي الحسن علي ابن مُحَمَّد الأنباري الخطيب. سَمِعَ مِنْهُ أَبُو طاهر السلفي وروى عَنْهُ. توفي فِي ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة.
سبط الوزير أَبِي مَنْصُور بْن جهير. سَمِعَ ابْنُ طلحة النعالي. قَالَ أَحْمَد بْن شافع:
توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
ولي قضاء بلده هُوَ وأبوه وجده وكان خيرًا دينًا ثُمَّ استعفى من القضاء وحج وقدم