المطبق فذمّت سيرته فعزل وحبس ثم حمل أمره وبقي متحسرًا عَلَى الرياسة إلى أن توالت عَلَيْهِ الأمراض فهلك، ولم يكن فِي دينه بذاك. ذكر لي ولده أَنَّهُ قَرَأَ الفلسفة عَلَى ابْنُ مرقش النصراني وسَمِعت من أثق بِهِ يَقُولُ إنه صنف كتابًا سمّاه «نواميس الأنبياء» يذكر فِيهِ أنهم كانوا حكماء كهرمس وأرسطاطاليس، سَأَلت بعض تلامذته عن ذَلِكَ فسكت وقَالَ: كَانَ متسمحًا ففي دينه متلاعبًا بِهِ. قَالَ ابْنُ النجار: وكان دائمًا يقع فِي الحديث وأهله ويقول: هُمْ جهال لا يعرفون العلوم العقلية. ولم أكلمه قط) .
سَمِعَ ابْنُ الحصين والقاضي أبا بَكْر وغيرهما، قرأت عَلَيْهِ: أخبركم ابْنُ الحصين فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
سَمِعَ القاضي أبا بَكْر وأبا مُحَمَّد بْن الطراح وأبا البدر الكرخي وأبا مَنْصُور بْن خيرون وغيرهم، سَمِعَ مِنْهُ جماعة من أصحابنا وأجاز لي. توفي في صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
(روى عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طلحة شيخ ابْنُ النجار) .
كَانَ والده أَبُو الفضل أحد فقهاء الحنفية، سَمِعَ أبو النجح أبا الفضل الأرموي وعبد الصبور الهروي والحسين بْن الْحَسَن المقدسي. قرأت عَلَيْهِ: أخبركم والدك، أخبرنا أَبُو طاهر الباقلاني. فذكر حديثًا. توفي فِي رمضان سنة سبع وستمائة. (روى عَنْهُ ابْنُ النجار) .