أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خلف بن محمد بن أسلم بن زيد بن أسلم القطّان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا خلف بن هشام، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنِّي مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ، أَوْ خَبَّبَ امْرَأَةَ رَجُلٍ أَوْ مَمْلُوكَهُ» [1] .
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُذْهِبِ الْوَاعِظُ- مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ الْعَتِيقِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ هَارُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلافُ الْمَعْرُوفُ بِالْقَطَّانِ- إِمْلاءً من لفظه في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة- حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي المقرئ- سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا ضَمَّنِي وَإِيَّاهُ الْفِرَاشُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْتُ أَكْرَمَ أَزْوَاجِكَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: «بَلَى يَا عَائِشَةُ» قُلْتُ: فَحَدِّثْنِي عَنْ أَبِي بِفَضِيلَةٍ. قَالَ: «حَدَّثَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الأَرْوَاحَ، اخْتَارَ رُوحَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ بَيْنِ الأَرْوَاحِ، وَجَعَلَ تُرَابَهَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَاءَهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَجَعَلَ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، مَقَاصِيرُهَا فِيهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَسْلُبَهُ حَسَنَةً، وَلا يَسْأَلَهُ عَنْ سَيِّئَةٍ، وَإِنِّي ضَمِنْتُ عَلَى اللَّهِ كَمَا ضَمِنَ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَكُونَ لِي ضَجِيعًا فِي حُفْرَتِي، وَلا أَنِيسًا فِي وَحْدَتِي، وَلا خَلِيفَةً عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي إِلا أَبُوكِ يَا عَائِشَةُ، بَايَعَ عَلَى ذَلِكَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَعَقَدْتُ خِلافَتَهُ بِرَايَةٍ بَيْضَاءَ، وَعُقِدَ لِوَاؤُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، قَالَ اللَّهُ لِلْمَلائِكَةِ: رَضِيتُمْ مَا رَضِيتُ لِعَبْدِي؟ فَكَفَى بِأَبِيكِ فَخْرًا أَنْ بَايَعَ لَهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَمَلائِكَةُ السَّمَاءِ وَطَائِفَةٌ من الشياطين يسكنون البحر، فمن لم بقبل هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَبَّلْتُ أَنْفَهُ وَمَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: «حَسْبُكِ يَا عَائِشَةُ. فَمَنْ لست بأمه فو الله مَا أَنَا بِنَبِيِّهِ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَبَرَّأَ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي فَلْيَتَبَرَّأْ مِنْكِ يَا عَائِشَةُ» [2] .
قُلْتُ: لا يَثْبُتُ هَذَا الْحَدِيثُ، وَرِجَالُ إِسْنَادِهِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَلَعَلَّهُ شُبِّهَ لِهَذَا الشَّيْخِ الْقَطَّانِ- أَوْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ- مَعَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بن باشاذ البصريّ عن