أبا خالد من أفقه من رأيت؟ قال أَبُو حنيفة. قال الحسن: ولقد قلت لأبي عاصم- يعني النبيل- أَبُو حنيفة أفقه، أو سفيان؟ قال: عبد أبي حنيفة أفقه من سفيان.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي، أخبرنا الخلّال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال:
حدثنا محمّد بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا ضرار بن صرد قال: سئل يزيد بن هارون: أيما أفقه، أَبُو حنيفة أو سفيان؟ قال سفيان أحفظ للحديث، وأبو حنيفة أفقه. قال:
وسألت أبا عاصم النبيل فقلت: أيما أفقه، سفيان أو أَبُو حنيفة؟ قال: غلام من غلمان أبي حنيفة أفقه من سفيان.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الحنيفي، أخبرنا عبد الله بن محمّد الحلواني، حدّثنا مكرم ابن أحمد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد- يَعْنِي الحماني- قَالَ: سمعت سجادة يقول:
دخلت أنا وأبو مسلم المستملي على يزيد بن هارون- وهو نازل ببغداد على منصور ابن المهدي- فصعدنا إلى غرفة هو فيها فقال له أَبُو مسلم: ما تقول يا أبا خالد في أبي حنيفة والنظر في كتبه؟ قال: انظروا فيها إن كنتم تريدون أن تفقهوا فإني ما رأيت أحدا من الفقهاء يكره النظر في قوله، ولقد احتال الثوري في كتاب الرهن حتى نسخه.
أَخْبَرَنَا الخلال، أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال: حدثنا محمّد بن علي بن عفّان، حَدَّثَنَا أَبُو كريب قَالَ: سمعت عَبْد الله بْن المبارك يقول:
وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، حَدَّثَنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن الفضل المذكر، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد المروزيّ، حدّثنا أبو حمزة- يعني ابن حمزة- قال: سمعت أبا وهب مُحَمَّد بن مزاحم يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن المبارك يَقُول: رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس فسفيان الثوري، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة، ثم قال: ما رأيت في الفقه مثله.
أخبرنا الصيمري، أخبرنا عمر بن إبراهيم، حدّثنا مكرم بن أحمد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مغلس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن مقاتل قال: سمعت ابن المبارك قال: إن كان الأثر قد عرف واحتيج إلى الرأي، فرأي مالك، وسفيان وأبي حنيفة، وأبو حنيفة أحسنهم وأدقهم فطنة، وأغوصهم على الفقه، وهو أفقه الثلاثة.