العراق [عراقا [1]] لأن كل استواء عند نهر أو عند بحر عراق، وإنما سمي السواد سوادا لأنهم قدموا يفتحون الكوفة فلما أبصروا سواد النخل قالوا: ما هذا السواد؟

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأنباري قَالَ نبأنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَلِيمِيُّ قَالَ نبأنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ عَنِ ابْن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مَعْنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا وَفِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا وَفِي حِجَازِنَا» . قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي عِرَاقِنَا، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ يَبْكِي، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: «أَمِنَ الْعِرَاقِ أَنْتَ؟» . قَالَ نَعَمْ: قَالَ: «إِنَّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ هَمَّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِمْ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ لا تَفْعَلْ، فَإِنِّي جَعَلْتُ خَزَائِنَ عِلْمِي فِيهِمْ، وَأَسْكَنْتُ الرَّحْمَةَ قُلُوبَهُمْ [2] »

. أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ قَالَ أنبأنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ قال أنبأنا الجلودي- يعني أبا أحمد البصريّ- قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكُّوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى كَعْبِ الأَحْبَارِ: اخْتَرْ لِي الْمَنَازِلَ. قَالَ:

فَكَتَبَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ الأَشْيَاءَ اجْتَمَعَتْ؛ فَقَالَ السَّخَاءُ: أُرِيدُ الْيَمَنَ. فَقَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ: أَنَا مَعَكَ، وَقَالَ الْجَفَاءُ: أُرِيدُ الْحِجَازَ. فَقَالَ الْفَقْرُ: وأنا معك. وقال البأس: أريد الشام. فقام السَّيْفُ: وَأَنَا مَعَكَ، وَقَالَ الْعِلْمُ: أُرِيدُ الْعِرَاقَ، فَقَالَ الْعَقْلُ:

وَأَنَا مَعَكَ. وَقَالَ الْغِنَى: أُرِيدُ مِصْرَ، فَقَالَ الذُّلُّ وَأَنَا مَعَكَ، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ. قَالَ: فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَى عُمَرَ. قَالَ: فَالْعِرَاقُ إِذًا؛ فَالْعِرَاقُ [3] إِذًا.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين القطّان قال أنبأ عبد الله بن جعفر النّحويّ قال نا يعقوب ابن سفيان قال نا قبيصة قال نا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ كَنْزُ الإِيمَانِ، وَجُمْجُمَةُ الْعَرَبِ، وَهُمْ رُمْحُ اللَّهِ عز وجل يحرزون ثغورهم ويمدون الأمصار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015