وَقَالَ الزبير: حَدَّثَنِي عمي مصعب بن عبد اللَّه قَالَ: وفد سعيد بن سليمان على أمير المؤمنين الرشيد، وكان انقطاعه إِلَى الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بن العباس فنزل عليه، فجعل ينقلب إلى المدينة ويتطرب إلى مال له بناحية ضرية يقال له الجفر، واشتكى عند العباس فجعل العباس يمازحه ويدفعه عن الخروج إلى الجفر، فكتب العباس إلى أبي ببيت مازح به سعيد بن سليمان وقال له زدنا عليه، والبيت الذي مازحة به العبّاس قوله:
وليس إلى نجد وبرد مياهه ... إلى الحول إن حم الأياب سبيل
فزاد فيه أبي فقال:
وإن مقام الحول في طلب الغنى ... بباب أمير المؤمنين قليل
فمات سعيد بن سليمان عند العباس بن محمد، قال: وكان من رجال قريش جلدا وجمالا وشعرا.
وقال الزبير: حَدَّثَنِي محمد بن عبد العزيز العمري المجبري قال: جئت سعد بن سليمان ببغداد أعوده في مرضه الذي مات فيه، ومعه مولى له يقال له داهر فقال لي:
وما كنت أخشى أن أراني راضيا ... يعللني بعد الأحبة داهر
يحدثني مما يجمع عقله ... أحاديث منها مستقيم وجائر
ولي القضاء ببغداد في عسكر المهدي زمن هارون الرشيد، وحدث عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر بن حفص، وسهيل بن أبي صالح. روى عنه محمد بن الصباح الدولابي، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبو إبراهيم الترجماني، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، ويحيى بن أيوب المقابري، وعبد الرّحمن بن واقد الواقدي.