الأرض نفس أحب إلي من أن تكون قد خرجت من نفسي هذه، ولا نفس هذا الذباب الطائر، فأقبل عَلَى حمران بن أبان- وهو عند رأسه- فَقَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ يُوشِكَ أَنْ يَجِيءَ أَمْرٌ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الإِسْلامِ. ثُمَّ جَاءَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ زِيَادًا أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وقد بلغه الذي نزل بك من قضاء اللَّه فأحب أن يحدث بك عهدا، وأن يسلم عليك، ويفارقك عن رضاء؟ فَقَالَ: أمبلغه أنت عني؟ قَالَ: نعم، قَالَ:
فإني أحرج عليه أن يدخل لِي بيتا، ويحضر لِي جنازة! قَالَ: لم- يرحمك اللَّه- وقد كَانَ لك معظما، ولبنيك واصلا؟ قَالَ: فِي ذاك غضبت عليه! قَالَ: ففي خاصة نفسك فما علمته إِلا مجتهدا؟ قَالَ: فأجلسوني، فأجلس، قَالَ: نشدتك بالله لما حدثتني عَنْ أهل النهر أكانوا مجتهدين؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فأصابوا أم أخطئوا؟ قال:
بل أخطئوا، ثم قال هو ذاك، قال: فأضجعوني فرجع أنس إلى زياد فأبلغه، فركب من مكانه متوجها إِلَى الكوفة، فتوفي وهو بالجلحاء، فقدم بنوه أبا برزة فصلى عليه.
حدث عَنْ يَحْيَى بن حكيم المقوم البصري. روى عنه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ الْمُقْرِئِ الأصبهاني.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ الدَّسْكَرِيُّ- لَفْظًا بِحُلْوَانَ- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ- بأصبهان- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بسطام بن عبد الله بن عبد الحميد البغداديّ الجوهريّ، حدّثنا يحيى بن حكيم، حدّثنا الحسن بن حبيب بن ندبة، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ، فَأَفْطِرُوا حَتَّى يَجِيءَ رَمَضَانَ [1] »
حدث عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المخرمي. روى عنه أَبُو الفضل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيّ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن الطَّيِّبِ وأبو الحسين أحمد