سمع أبا عَبْد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، وطبقته. وحدث بشيء يسير.
كتب عنه صاحبنا أَبُو يعلى مُحَمَّد بن الحسن بن العبّاس الكرخي. وكان صدوقا، دينا، عابدا، زاهدا، ورعا. سمعت بعض الشيوخ الصّالحين يقول: كان أبو عبد الله ابن الْبَغْدَادِيّ لا يزال يخرج إلينا وقد انشق رأسه، وانفتحت جبهته! فقيل لَهُ: وكيف ذاك؟ قَالَ: كَانَ لا ينام إِلا عَنْ غلبة، ولم يخل أن يكون بين يديه محبرة أو قدح، أو شيء من الأشياء موضوعا، فإذا غلبه النوم سقط عَلَى ما يكون بين يديه فيؤثر فِي وجهه أثرا، قَالَ: وكان لا يدخل الحمام ولا يحلق رأسه، لكن يقص شعره إذا طال بالجلم. وكان يغسل ثيابه بالماء حسب من غير صابون، وكان يأكل خبز الشعير، فقيل لَهُ فِي ذلك فَقَالَ: الشعير والحنطة عندي سواء.
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الخلال قَالَ: مات أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْن بْن أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ يوم الثلاثاء الثالث عشر من شعبان سنة أربع وأربعمائة. ودفن فِي مقبرة باب حرب.
كَانَ يسكن فِي شهارسوج الفرس عند دار أَبِي الْحُسَيْن بن سمعون بشارع العتابين، وحدث عَنْ عبد الباقي بن قانع. سمع منه أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز المهدي الخطيب وَقَالَ: مات فِي شوال من سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
حدث عَنْ عَلِيّ بن مُحَمَّدِ بْنِ المعلى الشونيزي، وأحمد بن جَعْفَر بن سلم الختلي، والقاسم بن عَلِيّ الدوري. كتبت عنه، وكَانَ ثقة يسكن بالجانب الشرقي ناحية الرصافة.
وسمعته يَقُولُ: كتبت عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيّ إِمْلاءً بخطي، وعن ابن الصواف أيضا.
قَالَ: وسمعت من أَبِي بَكْرِ بْنِ خلاد وذكر شيوخا أخر غير هؤلاء. وسألته عَنْ مولده فَقَالَ: ولدت قبل سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. فَقَالَ لَهُ بعض الحاضرين: فِي سنة أربع وأربعين؟ فَقَالَ: نحو ذلك.
وكانت وفاته يوم الأحد مستهل صفر من سنة ست وعشرين وأربعمائة.