قَالَ: فصحت وأغمي عَلِيّ، فما أفقت حتى انقضى المجلس.
أَخْبَرَنَا عَبْد الكريم بْن هوازن قَالَ: سمعتُ أبا عَبْد الرحمن السلمي يقول:
سمعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يقول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير يقول:
سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق يقول: قدم عَلَيْنَا شيخ فكَانَ يتكلم عَلَيْنَا فِي هذا الشأن بكلام حسن وكَانَ عذب اللسان، جيد الخاطر، فَقَالَ لنا فِي بعض كلامه: كل ما وقع لكم فِي خاطركم فقولوه لي! فوقع فِي قلبي أنه يهودي، وكَانَ الخاطر يقوي ولا يزول، فذكرت ذلك للجريري، فكبر عَلَيْهِ ذلك. فقلت: لا بد من أن أخبر الرجل بذلك. فقلت له: تقول لنا ما وقع لكم فِي خاطركم فقولوه لي، أنه يقع لي أنك يهودي! فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وَقَالَ: صدقت، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه وَأَشْهَدُ أن مُحَمَّدا رَسُولُ اللَّه، وَقَالَ: قد مارست جميع المذاهب، وكنت أقول إن كَانَ مع قوم منهم شيء فمع هؤلاء، فداخلتكم لاعتبركم، وأنتم عَلَى الحق، وحسن إسلامه.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الحيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن موسى السلمي. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: سمعت مُحَمَّدِ بْن الْحُسَيْنِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن عطاء- أبا سَعِيد- يقول: فِي رؤيا طويلة للجنيد قَالَ فِيهَا: فرأيت قوما من الأبدال فِي المنام فقلت: ببغداد أحد من الأولياء؟ قالوا: نعم أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق. فقلت متعجبا: أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق؟ فقالوا: نعم أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق من أهل الأنس بالله عَزَّ وَجَلَّ. وَاللفظ للحيري.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يقول: سمعت الدارقطني يقول: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق ليس بالقوي يأتي بالمعضلات.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ: سَمِعْتُ الحسين بْن مُحَمَّد بْن عبيد الدقاق يقول: توفِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق فِي يوم الأحد لعشر بقين من صفر سنة تسع وتسعين ومائتين، وسنة أربع وثمانون سنة عَلَى ما ذكر، ودفن فِي مقابر باب حرب.
ورأيت فِي كتاب ابْن المنادي: سنة ثمان وتسعين ومائتين.