حدَّثَنِي عَلِيّ بْن المحسن القاضي، عَن أبي الْحَسَن أَحْمَد بْن يوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول، عَن أَبِيهِ، قَالَ: يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول التنوخي يُكنى أَبَا يوسف، وكان من حفاظ القرآن العالمين بعدده وقراءاته، وكان حجاجًا متنسكًا.
وحدث حديثًا كثيرًا عَن جماعة من مشايخ أَبِيهِ إِسْحَاق وغيرهم، ولم ينتشر حديثه.
وولد بالأنبار فِي سنة سبع وثمانين ومائة، ومات ببغداد لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين ومائتين، ومات فِي حياة أَبِيهِ، فوجد عَلَيْهِ وجدًا شديدًا، ودُفِنَ فِي مقابر باب التبن، وخَلَّف ابنه يوسف الأزرق، وابنه إِبْرَاهِيم يتيمين، وبناتُ وزوجة حاملا، وولدت بعد موته ابنًا سمي إِسْمَاعِيل، فرباهم جدهم إِسْحَاق بْن البهلول، وكان يؤثرهم جدًّا ويحبهم لمحبته إِبْرَاهِيم ولكونِهم أيتامًا.
وقال أَبُو الْحَسَن: حدَّثَنِي عَمِّي إِسْمَاعِيل بْن يعقوب، قَالَ: أُخبرتُ عَن جدي إِسْحَاق بْن البهلول، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: عَلَى ودي أنّ لي ابن آخر مثل يعقوب فِي مذهبه، وإني لم أرزق سواه.
وأنه لما تُوُفِّيَ يعقوب أغمي عَلَى إِسْحَاق وفاتته صلوات، فأعادها بعد ذَلِكَ لما لَحِقه من مضض المصيبة، وإنه كَانَ يَقُولُ: ابني يعقوب أكملُ مني.
قلت: وقد رَوَى إِسْحَاق بْن البهلول، عَن ابنه يعقوب، عَن مُحَمَّد بْن بكار بْن الريان، حديثين ذكرتهما فِي كتاب رواية الآباء عَن الأبناء.