6796 - الفتح بْن شخرف بْن داود بْن مزاحم، أَبُو نصر الكسيّ كان أحد العباد السياحين، ثم سكن بغداد، وحدث بها عَنْ رجاء بْن مرجى المروزي، في كتاب السنن، وعن أبي شرحبيل عيسى بْن خالد بْن أخي بْن اليمان الحمصي، وجعفر بْن عبد الواحد الهاشمي، ومحمد بْن خلف العسقلاني، والجارود بْن سنان الترمذي، ومحمد بْن عبد الملك بْن زنجويه، وغيرهم.
روى عنه أَحْمَد بْن علي بْن العلاء الجوزجاني، وشعيب بْن مُحَمَّد بْن الراجيان، وأبو مُحَمَّد الجريري، ومحمد بْن أَحْمَد الحكيمي، وأبو عمرو ابْن السماك، وأحمد بْن سلمان النجاد، وغيرهم، وكان قليل المسانيد كثير الحكايات.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي طاهر الدقاق، وعلي بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ مُحَمَّد: حَدَّثَنَا، وَقَالَ علي: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سلمان النجاد، قَالَ: حَدَّثَنَا الفتح بْن شخرف العابد، قَالَ: سمعت أبا بكر بْن زنجويه يقول: سمعت عبد الرَّزَّاق يقول: سمعت سفيان الثوري يقول لوهيب بْن الورد، وهو ينظر إلى الكعبة: ورب هذه البنية إني لأحب الموت، فقال له وهيب: ولم يا أبا عبد الله؟ قَالَ: فقال سفيان: يا أبا أمية تستقبلك أمور عظام، تستقبلك أمور عظام.
(4247) أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ فَتْحُ بْنُ شُخْرُفٍ الْعَابِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: أَكَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمًا تَمْرَ دَقَلٍ، ثُمَّ شَرِبَ عَلَيْهِ مَاءً، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ بَطْنَهُ، وَقَالَ: " مَنْ أَدْخَلَ بَطْنُهُ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، ثُمَّ تَمَثَّلَ:
وَإِنَّكَ مَهْمَا تُعْطِ نَفْسَكَ سُؤْلَهَا وَفَرْجَكَ نَالا مُنْتَهَى الذَّمِّ أَجْمَعَا
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا عثمان بْن أَحْمَد الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا الفتح بْن شخرف العابد، قَالَ: سمعت إسحاق بْن الجراح، يقول: سمعت الهيثم بْن جميل يقول: بلغني عَنْ رجل أنه يكذب، فغدوت عليه لأنكر عليه، قَالَ: فرأيته وقد ضم صبيا لي إلى صدره، وقبله، فرق قلبي، ولم أقدر أقول له، ثم قَالَ: حَدَّثَنَا فضيل بْن عياض، عَنْ سفيان الثوري، عَنْ منصور، قَالَ: إن الرجل ليسقيني شربة من ماء كأن ضلعا من أضلاعي دقه.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن مخلد المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم الحكيمي، قَالَ: حَدَّثَنَا الفتح بْن شخرف أَبُو نصر، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن خلف العسقلاني، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن يوسف الفريابي يقول: لقد بلغني أن الذين كسروا رباعية رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يولد لهم صبي فنبتت له رباعية.
(4248) -[14: 364] أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ حَامِدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الْمَوْصِلِيُّ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَتْحُ بْنُ شُخْرُفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَلَّمَا يُوجَدُ فِي آخِرِ أُمَّتِي دِرْهَمٌ مِنْ حَلالٍ، أَوْ أَخٌ يُوثَقُ بِهِ " أَخْبَرَنَا علي بْن أبي علي المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل عبيد اللَّه بْن عبد الرحمن الزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طلحة أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الكريم الفزاري، قَالَ: حَدَّثَنَا فتح بْن شخرف أَبُو نصر الخراساني، وكان من العابدين، قَالَ: حَدَّثَنِي طاهر بْن عبد الملك المصيصي، قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت الفضيل بْن عياض يقول: أنا منذ عشرين سنة أطلب رفيقا إذا غضب لم يكذب علي.
حَدَّثَنِي الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنِي عبيد اللَّه بْن إبراهيم القزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد الخواص، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد الجريري، قَالَ: قَالَ لي فتح بْن شخرف: من إعجابي بكل شيء جيد، عندي قلم كتبت به أربعين سنة، كنت أكتب به بالنهار، وأكتب به بالليل، وكانت دارنا واسعة، فكنت أكتب في القمر حتى يرتفع، وأقعد على سلم في دارنا أرتقي عليه مرقاة مرقاة حتى ينتهي السلم، فإذا تشعث رأس القلم قططته، وهو عندي، فأخرج لي أنبوبة صفر، وأخرج القلم منها، فأرانيه.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بْن علي الأزجي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن عبد اللَّه بْن الحسن الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حفص، قَالَ: سمعت رويم بْن أَحْمَد، يقول: لقيني يوما الفتح بْن شخرف، فقال لي: يا أبا مُحَمَّد، أنت أمين اللَّه على نفسك، لا ترى علي شيئا أنت تحتاج إليه، ولا عندي شيئا تزحمك الحاجة إليه، فتتخلف عَنْ أخذه.
وَحَدَّثَنِي عبد العزيز الأزجي، قَالَ: سمعت أبا بكر المفيد، يقول: سمعت أبا عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد اللَّه صاحب بشر بْن الحارث يقول: قَالَ لي الفتح بْن شخرف: رأيت أمير المؤمنين علي بْن أبي طالب في النوم، فقلت: يا أمير المؤمنين علمني شيئا حسنا، قَالَ: فبسط كفه إلي، فإذا فيها مكتوب سطران، فقرأتهما فإذا هما: ما رأيت أحسن من تواضع الغني للفقير طلب ثواب اللَّه، وأحسن من ذلك تيه الفقير على الغني ثقة بالله.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن علي الشروطي، قَالَ: حَدَّثَنَا المعافى بْن زكريا الجريري، قَالَ: حَدَّثَنَا الليث بْن مُحَمَّد بْن الليث المروزي، قَالَ: سمعت فارس بْن إبراهيم المشرقي يقول: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عمر بْن فارس، قَالَ: سمعت فتح بْن شخرف يقول: كنت بأنطاكية، وبها جبل يقال له: المطل، فنويت أن أصعد عليه، ولا أنزل حتى أختم القرآن، أو أتعلم القرآن، فحملتني عيني فنمت، فبينا أنا نائم إذا أنا بشخصين، فقلت للذي يقرب مني: من أنت يا هذا؟ فقال لي: من ولد آدم، قلت: كلنا من ولد آدم، قلت: فما الذي وراءك؟ قَالَ لي: علي بْن أبي طالب، قَالَ: قلت له: أنت قريب منه ولا تسأله، قَالَ: أخشى أن يقول الناس إني رافضي، قَالَ: قلت: دعني فأقرب منه فيقولوا: إني رافضي فتنحى من مكانه، وقعدت فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين كلمة خير شيء؟ فقال لي: نعم، صدقة المؤمن بلا تكلف ولا ملل، قَالَ: قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قَالَ: تواضع الغني للفقير رجاء ثواب اللَّه، قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قَالَ: وأحسن من ذلك ترفع الفقير على الغني ثقة بالله، قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قَالَ: فبسط كفه فإذا فيها مكتوب: جعفر: ورأيت أنا فتح بْن شخرف هذا، وكان رجلا صالحا زاهدا، لم يأكل الخبز ثلاثين سنة، وكان له أخلاق حسنة، وكان يطعم الفقراء، ومن يزوره من الأصحاب الطعام الطيب، وكان حسن العبادة، والورع، والزهد.
أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه المنادي، قَالَ: مات أَبُو نصر الفتح بْن شخرف الكسي المروزي بالجانب الغربي من بغداد، ودفن في المقبرة التي بين باب حرب، وباب قطربل، وكان من المشهورين بالورع، والصلاح إلى آخر عمره.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: قرئ على ابْن المنادي، وأنا أسمع، قَالَ: وتوفي أَبُو نصر الفتح بْن شخرف المروزي، بالجانب الغربي من مدينتنا في آخر درب سليمان بْن أبي جعفر، حيال الجسر الأعلى، ليلة الثلاثاء، ودفن يوم الثلاثاء للنصف من شوال، سنة ثلاث وسبعين، يعني: ومائتين، في المقبرة التي ما بين باب قطربل، وباب حرب، صلى عليه بدر المغازلي.
أَخْبَرَنَا إسماعيل الحيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الرحمن السلمي، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن شاذان يقول: سمعت مُحَمَّد بْن سائب يقول: سمعت إسحاق بْن إبراهيم بْن هانئ يقول: لما مات فتح بْن شخرف بْن داود ببغداد، صلي عليه ثلاثا وثلاثين مرة، أقل قوم كانوا يصلون عليه كانوا يعدون خمسة وعشرين ألفا، إلى ثلاثين ألفا.
كنت ميتا فصرت حيا وعن قليل تعود ميتا
أعيا بدار الفناء بيت فابن بدار البقاء بيتا
قَالَ: ثم انتبهت.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بْن عمر البرمكي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الفضل الزهري عبيد اللَّه بْن عبد الرحمن، قَالَ: سمعت أبا الطيب المعلم، يقول: سمعت ابن البربهاري يقول: سمعت فتح بْن شخرف يقول: رأيت رب العزة تعالى في النوم، فقال لي: يا فتح احذر لا آخذك على غرة قَالَ: فتهت في الجبال سبع سنين.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد الحيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين السلمي، قَالَ: سمعت عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد يقول: سمعت مُحَمَّد بْن المسيب يقول: قَالَ: الإمام أَحْمَد بْن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل فتح بْن شخرف.
حَدَّثَنَا أَبُو الحسن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الحنائي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي إملاء، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الجريري، قَالَ: قَالَ لي أَبُو نصر العابد وهو الفتح بن شخرف، قَالَ لي مُحَمَّد بْن زهير الغزاء: رأيت قتيلا في بلاد الروم بعد انصرافنا من المعركة.
صريع رماح تحجل الطير حوله قتيل أصابت نفسه ما تمنت
قَالَ: فقال لي: أنا أعرف رجلا مكتوب على عضو من أعضائه لله، وَاللَّه ما كتبها كاتب.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد الجريري: فقلت له: هذا حبيس، قَالَ: فضحك.
حَدَّثَنَا عبد العزيز الأزجي، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن عبد اللَّه الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر، قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد الجريري، يقول: غسلنا الفتح بْن شخرف، فراينا على فخذه مكتوبا لا إله إلا اللَّه، فتوهمناه مكتوبا، فإذا عرق داخل الجلد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الحنائي، قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر الخلدي، قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد الجريري يقول: غسلت الفتح بْن شخرف بعد وفاته، فرأيت على باطن فخذه بالبياض: لله.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي التوزي، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن الحسين الفقيه الشافعي، قَالَ: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت أبا مُحَمَّد الجريري يقول: غسلت الفتح بْن شخرف، فقلبته على يمينه، فإذا على فخذه الأيمن مكتوب خلقة: لله، كتابة بينة.
قَالَ