4783 - شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي مولاهم واسطي الأصل بصري الدار.
رأى الحسن، ومحمد بن سيرين، وسمع قتادة، ويونس بن عبيد، وأيوب، وخالد الحذاء، وعبد الملك بن عمير، وأبا إسحاق السبيعي، وطلحة بن مصرف، وعمرو بن مرة، ومنصور بن المعتمر، وسلمة بن كهيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، وعمرو بن دينار، وسعد بن إبراهيم، وسعيد المقبري، ويحيى بن أبي كثير، وخلقا كثيرا من طبقتهم.
روى عنه أيوب السختياني، والأعمش، ومحمد بن إسحاق، وإبراهيم بن سعد، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر غندر، وعبد الله بن المبارك، ويزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، ومحمد بن أبي عدي، وابن علية، وبشر بن المفضل، ومعاذ بن معاذ، ووهب بن جرير، ووكيع، وأبو داود، وأبو الوليد الطيالسيان، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وبهز بن أسد، وعفان، وحجاج الأعور، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وأبو النضر، والحسن بن موسى الأشيب، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
قدم شعبة بغداد مرتين، وحدث بها، وكان قدومه إحدى المرتين بسبب أخ له حبس في دين كان عليه، فأَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: كان شعبة حبس أخوه، فجاء إلى أبي جعفر في شأن أخيه.
فقال سفيان: هو ذا شعبة قد جاء إليهم، فبلغ شعبة، فقال: هو لم يحبس أخوه، قال: فأمر له بشيء فلم يأخذه، يعني: شعبة، حتى مات.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن مرابا، قال: حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قال: قال يحيى بن معين: كان شعبة رجل صدق، وكان رحيما، وإنما قدم إلى بغداد في سبب أخ له كان محبوسا، فجاء يكلم فيه، وكان شعبة واسطيا نزل البصرة.
أَخْبَرَنَا محمد بن علي بن مخلد الوراق، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عمران، قال: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الصولي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن يزيد المبرد، ومحمد بن العباس الرياشي، قالا: حَدَّثَنَا العباس بن الفرج الرياشي، قال: حَدَّثَنَا أبو عاصم، قال: اشترى أخ لشعبة من طعام السلطان، فخسر هو وشركاؤه، فحبس بستة آلاف دينار بحصته، فخرج شعبة إلى المهدي ليكلمه فيه، فلما دخل عليه، قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة وسماك بن حرب لأمية بن أبي الصلت يقول لعبد الله بن جدعان.
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء
كريم لا يعطله صباح عن الخلق الكريم ولا مساء
فأرضك أرض مكرمة بنتها بنو تيم وأنت لهم سماء
فقال: لا، يا أبا البسطام لا تذكرها، قد عرفناها وقضيناها لك، ادفعوا إليه أخاه لا تلزموه شيئا.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله المعدل، قال: حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم فقسمها، وأقطعه ألف جريب بالبصرة، فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب له فتركها.
أَخْبَرَنَا الأزهري، وحمزة بن محمد بن طاهر، قالا: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: سمعت علي بن الجعد، يقول: قدم شعبة إلى بغداد مرتين، أيام أبي جعفر، وأيام المهدي، وكتبت عنه فيهما جميعا.
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عمرو الرزاز، إملاء، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبيد بن أبي الأسد، قال: حَدَّثَنَا سلمة السعدي، قال: سمعت ابن إدريس، يقول: رأيت في المنام كأني أحفر بحرا، فقدمت إلى هذه المدينة، يعني: بغداد، فلقيت شعبة بن الحجاج.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين، قال: أَخْبَرَنَا جدي إسحاق بن محمد النعالي، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن إسحاق المدائني، قال: حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر الباهلي، قال شعبة بن الحجاج مولى للجهضم بن العتيك.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، قال: حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت مسلم بن إبراهيم، يقول: حَدَّثَنَا شعبة بن الحجاج أبو بسطام العتكي، قال: القاضي إسماعيل: كان مولى للعتيك، وأصله بصري، ونشأ بواسط، وولد بواسط وانتقل إلى البصرة.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، وجعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول، وعبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، قالوا: أَخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن زهير النسائي، قال: أَخْبَرَنَا سليمان بن أبي شيخ، قال: حَدَّثَنِي صالح بن سليمان، قال: كان شعبة بصريا مولى الأزد ومولده ومنشأه واسط، وعلمه كوفي، وكان له ابن يقال له: سعد بن شعبة، وكان له أخوان: بشار وحماد، وكانا يعالجان الصرف.
وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق، فإنما أنا عيال على إخوتي، قال: وما أكل شعبة من كسبه درهما قط.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد العتيقي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن المظفر، قال: حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان، قال: حَدَّثَنِي محمد بن عثمان بن أبي صفوان، قال: حَدَّثَنَا أبو داود الطيالسي، قال: سمعت شعبة، يقول: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي.
أَخْبَرَنَا أبو الحسن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي، بدمشق، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن زبر، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن الخليل، قال: حَدَّثَنَا الأصمعي، عن شعبة، قال: كنت ألزم الطرماح أسأله عن الشعر، فمررت يوما بالحكم بن عتيبة وهو يقول: حَدَّثَنَا يحيى بن الجزار، وقال: حَدَّثَنَا زيد بن وهب، وقال: حَدَّثَنَا مقسم، فأعجبني، وقلت: هذا أحسن من الذي أطلب، أعني: الشعر، قال: فمن يومئذ طلبت الحديث.
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الخلال، قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي داود، قال: حَدَّثَنَا نصر بن علي، قال: قال الأصمعي: لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة.
وقال: أَخْبَرَنَا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء، قال أنشدني: يحيى: وشعبة أكبر من سفيان بعشر سنين.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر النرسي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حَدَّثَنَا الهيثم بن مجاهد، قال: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى، قال: حَدَّثَنِي مسدد، عن يحيى بن سعيد، قال: شعبة أكبر من سفيان الثوري بعشر سنين، والثوري أكبر من ابن عيينة بعشر سنين.
فما جبنوا أنا نشد عليهم ولكن رأوا نارا تحس وتلفع
فذكرته لشعبة فقال: ويلك ما تقول، إنما هو:
فما جبنوا أنا نشد عليهم ولكن رأوا نارا تحش وتلفع
قال الأصمعي: وأصاب شعبة، وأخطأ أبو عمرو بن العلاء، وما رأيت أحدا أعلم بالشعر من شعبة.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، قال: أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد الواعظ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن مخلد بن حفص، قال: حَدَّثَنَا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: حَدَّثَنَا علي ابن المديني، قال: سمعت بهز بن أسد، قال: حَدَّثَنِي ابن المبارك، قال: حَدَّثَنَا معمر: أن قتادة، كان يسأل شعبة عن حديثه.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو علي ابن الصواف، وأحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي، قال
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن علي الأبار، قال: حَدَّثَنَا محمد بن يحيى، قال: حَدَّثَنَا سلم بن قتيبة، قال: وأَخْبَرَنَا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير، قال: أَخْبَرَنَا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي الهمذاني، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، قال: سمعت محمد بن يحيى، يقول: سمعت أبا قتيبة، يقول: قدمت من البصرة فأتيت الكوفة، فأتيت سفيان فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من البصرة، قال: ما فعل أستاذنا شعبة؟ واللفظ لحديث الأبار.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنَا الفضل بن سهل، قال: حَدَّثَنِي من سمع سفيان الثوري، وذكر عنده شعبة، قال: ذاك أمير المؤمنين الصغير.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المؤدب، قال: حَدَّثَنَا أبو ظفر، يعني: عبد السلام بن مطهر، قال: حَدَّثَنَا فهد بن حيان الأغصف، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث.
أَخْبَرَنِي أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن علي المعمري، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن إسماعيل، قال: حَدَّثَنَا العباس بن يزيد البحراني، قال: سمعت ابن عيينة، وذكر شعبة، فقال: كان أمير المؤمنين في الحديث.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن معين، عن أبي قطن، قال: كتب لي شعبة إلى أبي حنيفة يحدثنِي، فأتيته فقال: كيف أبو بسطام قلت: بخير، فقال: نعم، حشو المصر هو.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، وجعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول، وعبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، قالوا: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حَدَّثَنِي وليد بن حماد بن زياد، قال: سمعت عبد الله بن إدريس، يقول: ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان وشعبة.
أَخْبَرَنَا بشرى بن عبد الله، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر الراشدي، قال: أخبرنا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: كان شعبة يحفظ، لم يكتب إلا شيئا قليلا، وربما وهم في الشيء، وقال: سبق شعبة الثوري في نحو ثلاثين شيخا، أراه يعني: من الكوفيين.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قرئ على محمد بن المظفر، وأنا أسمع حدثكم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الرحمن الحراني، قال: حَدَّثَنَا سعيد بن عامر الضبعي، قال: سمعت هشام بن أبي عبد الله، يقول: شعبة الواسطي جمع حديث المصرين: البصرة، والكوفة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن المظفر، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن شبيب، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد الزهري، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن معين، قال: سعيد بن عامر الثقة المأمون، عن شعبة، قال: كان سعد بن إبراهيم يكتب عني الحديث، ما بقي من حديثي شيء إلا كتبه عني.
أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسن بن المنذر القاضي، قال: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق أبو بكر، قال: حَدَّثَنَا أبو زيد الهروي، قال: قال رجل لشعبة: يا أبا بسطام سمعت؟ فقال: والله لأن أنقطع أحب إلي أن من أقول لما لم أسمع سمعت.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حَدَّثَنَا معاذ بن المثنى، قال: حَدَّثَنَا محمد بن المنهال، قال: سمعت يزيد بن زريع غير مرة، يقول: كان شعبة من أصدق الناس في الحديث.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي الأبار، قال: حَدَّثَنَا محمد بن المنهال، قال: حَدَّثَنَا يزيد بن زريع، قال: قدم علينا شعبة البصرة، ورأيه رأي سوء خبيث، يعني: الترفض، فما زلنا به حتى ترك قوله ورجع وصار معنا.
أَخْبَرَنَا محمد بن جعفر بن علان الشروطي، قال: أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، قال: حَدَّثَنَا جعفر بن مغلس، قال: حَدَّثَنَا حوثرة بن محمد، قال: حَدَّثَنَا حماد بن مسعدة، قال: قيل لابن عون: مالك لا تحدث عن فلان؟ قال: لأن أبا بسطام شعبة تركه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قرأت على أبي القاسم ابن النخاس: حدثكم محمد بن محمد بن سليمان، قال: حَدَّثَنِي محمد بن يزيد الأسفاطي، قال: سمعت أبا داود الطيالسي، يقول: كنا عند شعبة بن الحجاج في البيت، وجراب معلق، فالتفت فإذا هو في السقف، فقال: ترون ذلك الجراب؟ والله لقد كتبت فيه عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو حدثتكم به لرقصتم.
أَخْبَرَنَا الأزهري، وحمزة بن محمد بن طاهر، قالا: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: قال ابن شبويه، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: حَدَّثَنِي النضر بن شميل، قال: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة، وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عن وجهه.
قال ابن شبويه: وحَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم، قال: كان شعبة إذا قام في مجلسه سائل لا يحدث حتى يعطى، فقام يوما سائل ثم جلس، فقال: ما شأنه؟ قالوا: ضمن عبد الرحمن بن مهدي أن يعطيه درهما.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قرأت على علي بن الحسين الكراعي: حدثكم أبو أحمد محمد بن رزام، قال: أَخْبَرَنِي أبو الورد عبد الله بن عبيد الله بن حكام، قال: أَخْبَرَنِي عمرو بن حكام، قال: أتى شعبة شيخ من جيرانه محتاج فسأله، فقال له شعبة: لم سألتني، عندي شيء؟ قال: فذهب الشيخ لينصرف، فقال له شعبة: اذهب فخذ حماري فهو لك، فقال: لا أريد حمارك، قال: اذهب فخذه، قال: فذهب فأخذه، فمر به على مجالس أصحابنا بني حبلة، فاشتراه بعضهم بخمسة دراهم، فأهداه إلى شعبة.
أَخْبَرَنَا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل، قال: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الخصيب، قال: حَدَّثَنَا أبو حميد عبد الله بن تميم مولى أمير المؤمنين، قال: سمعت حجاجا، يقول: ركب شعبة يوما حمارا له، فلقيه سليمان بن المغيرة، فشكى إليه الفقر والحاجة، فقال: والله ما أملك غير هذا الحمار، ثم نزل عنه ودفعه إليه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الحداد بتنيس، قال: حَدَّثَنَا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني، قال: حَدَّثَنَا حفص بن عمر سنجة، قال: سمعت مسلم بن إبراهيم، يقول: ما دخلت على شعبة في وقت صلاة قط إلا رأيته قائما يصلي، وكان أبو الفقراء وأمهم، وسمعته يقول: والله لولا الفقراء ما جلست لكم.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، قال: حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت مسددا، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ما رأيت أحدا أشد حبا للمساكين من شعبة، وكان يقول: إذا كان في بيتي دقيق وقصب فلا أبالي ما فاتني.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت سليمان بن حرب، يقول: لو نظرت إلى ثياب شعبة لم تكن تسوى عشرة دراهم، إزاره ورداءه وقمصيه، وكان شيخا كثير الصدقة.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنِي أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: قال يحيى بن سعيد: كان شعبة من أرق الناس، كان ربما مر به السائل فيدخل إلى بيته فيعطيه ما أمكنه.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور، قال: أَخْبَرَنَا أبو منصور محمد بن القاسم الضبعي، قال: حَدَّثَنَا أبو عمرو الخفاف، قال: حَدَّثَنَا الدوري، قال: حَدَّثَنَا قراد أبو نوح، قال: رأى علي شعبة قميصا، فقال: بكم أخذت هذا؟ قلت: بثمانية دراهم.
قال لي: ويحك أما تتقي الله تلبس قميصا بثمانية دراهم، ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة.
وأَخْبَرَنَا السراج، قال: أَخْبَرَنَا أبو منصور الصبعي، قال: حَدَّثَنَا أبو عمرو أحمد بن محمد، يعني: الحيري، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: سمعت محمد بن معاوية، وسليمان بن حرب إلى جنبه يقول: خرج الليث بن سعد يوما، فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه، وما كان عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا، فقال سليمان بن حرب: خرج شعبة يوما فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قرأت على علي بن الحسين الكراعي، بمرو، قال: حدثكم أبو أحمد بن رزام، قال: حَدَّثَنَا خلف بن عبد العزيز بن عثمان، قال: أَخْبَرَنِي أبو الورد عبد الله بن عبيد الله بن حكام، قال: أَخْبَرَنِي عمي عمرو بن حكام وعبد الله بن عثمان، قالا: بيع حمار شعبة بعد موته وسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بستة عشر درهما.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلال، لفظا، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد التمار، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن بسطام، قال: حَدَّثَنَا عيسى بن شاذان، قال: حَدَّثَنَا عمرو بن عباس الأزدي، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: ما رأيت أعقل من مالك بن أنس، ولا أشد تقشفا من شعبة، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك.
أَخْبَرَنَا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهري، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقرئ، بأصبهان، قال: سمعت أبا بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الأنصاري، بمكة، يقول: سمعت عمرو بن علي، يقول: وأَخْبَرَنِي الأزهري، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قال: حَدَّثَنَا أبو عبد الله بن مغلس، قال: حَدَّثَنَا عمرو بن علي الفلاس، قال: سمعت أبا بحر البكراوي، يقول: ما رأيت أعبد لله من شعبة، لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه، ليس بينهما لحم.
لفظ حديث الأبهري.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف، قالا: أَخْبَرَنَا أبو بكر الشافعي، قال: حَدَّثَنَا معاذ بن المثنى، قال: حَدَّثَنَا محمد بن المنهال، قال: سمعت يزيد بن زريع، غير مرة، يقول: كان شعبة من أصدق الناس في الحديث.
أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز، قراءة، وحَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي، إملاء، قالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النجاد، قال: حَدَّثَنَا جعفر بن أبي عثمان، قال: قال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد المعدل، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قال: حَدَّثَنَا أبو سعيد السكري، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول مرارا: شعبة إمام المتقين.
قرأت في أصل كتاب محمد بن أحمد بن رزق، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، إجازة، قال: سمعت أبي يقول: كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن، يعني: في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقيته للرجال.
أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار، بأصبهان، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد السلام، عن أبي زرعة، قال: حَدَّثَنَا مقاتل بن محمد، قال: سمعت وكيعا، يقول: إني لأرجو أن يرفع الله لشعبة في الجنة درجات بذبه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قرئ على عمر بن نوح البجلي، وأنا أسمع: حدثكم محمد بن أحمد البوراني، قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس النسائي، قال: سألت أبا عبد الله، يعني: أحمد بن حنبل، من أثبت، شعبة أو سفيان؟ فقال: كان سفيان رجلا حافظا، وكان رجلا صالحا، وكان شعبة أثبت منه، وأنقى رجالا، وسمع من الحكم بن عتيبة قبل سفيان بعشر سنين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قال: حَدَّثَنَا الفضل، يعني: ابن زياد، قال: سئل أحمد بن محمد بن حنبل: شعبة أحب إليك حديثا أو سفيان؟ فقال: شعبة أنبل رجالا، وأنسق حديثا.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن إسحاق البغوي، قال: حَدَّثَنَا عبد الملك بن محمد أبو قلابة، قال: سمعت يعقوب بن إسحاق الحضرمي إذا حدث في المجلس يقول: حَدَّثَنِي الضخم عن الضخام، شعبة الخير أبو بسطام.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنِي عمر بن شبة، قال: حَدَّثَنَا عفان، قال: قال لي يحيى بن سعيد: ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا من شعبة.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: حَدَّثَنَا علي، هو ابن المديني، قال: سألت يحيى: أيما كان أحفظ للأحاديث الطوال، سفيان، أو شعبة؟ فقال: كان شعبة أمر فيها.
وقال: سمعت يحيى، يقول: كان شعبة أعلم بالرجال، فلان عن فلان، كذا وكذا، وكان سفيان صاحب أبواب.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عدي البصري، في كتابه، قال: حَدَّثَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود، قال: لما مات شعبة، قال سفيان: مات الحديث، قلت له: هو أحسن حديثا من سفيان؟ فقال: ليس في الدنيا أحسن حديثا من شعبة، ومالك على القلة، والزهري أحسن الناس حديثا، وشعبة يخطئ فيما لا يضره ولا يعاب عليه، يعني: في الأسماء.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: حَدَّثَنَا الوليد بن بكر، قال: حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قال: حَدَّثَنَا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: وشعبة بن الحجاج يكنى أبا بسطام واسطي سكن البصرة، ثقة نقي الحديث، وكان يخطئ في بعض الأسماء.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد ابن الصواف، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حَدَّثَنِي أبي، عن قراد أبي نوح، قال: كنت آتي عبد الله بن عثمان، يعني: صاحب شعبة، فأكتب حديث شعبة، ثم آتي شعبة فأسأله فيحَدِّثُنِي كما أملى علي.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد الأشناني، قال: سمعت أبا الحسن الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: سمعت يعقوب الدورقي، يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: ليس أحد أصح حديثا عن أبي إسحاق من شعبة.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قال: حَدَّثَنِي محمد، هو ابن عبد الرحيم، قال: سمعت عليا، قال: أصحاب قتادة ثلاثة: سعيد، وهشام، وشعبة، فأما سعيد فأتقنهم، وأما هشام فأكثرهم، وأما شعبة فأعلمهم بما سمع وما لم يسمع.
وقال يعقوب: سمعت أبا الوليد هشام بن عبد الملك، قال: قال حماد بن زيد: إذا خالفنا شعبة، كأنه قال: الصواب ما قال، فإنا كنا نسمع ونذهب، وكان شعبة يرجع ويرجع، ويسمع ويسمع.
قال أبو الوليد: ذكرت له شيئا خالفه فيه شعبة في حياة شعبة، قال: وقلت له في شيء بعد موت شعبة فلم يلتفت إليه.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلئي، قال: حَدَّثَنَا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: سمعت علي بن عبد الله، يقول: أعلمهم بإعادة ما سمع مما لا يسمع شعبة وأرواهم هشام، وأحفظهم سعيد، يعني: ابن أبي عروبة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عمر، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: حَدَّثَنَا جدي، قال: يقال: إن شعبة كان إذا لم يسمع الحديث مرتين لم يعتد به، ضبطا منه له، وإتقانا، وصحة أخذ.
قال: وحَدَّثَنَا جدي، قال: سمعت أحمد بن أبي الطيب، أو غيره، قال: قال سفيان الثوري: ما رأيت أحدا أورع في الحديث من شعبة، يشك في الحديث الجيد فيتركه.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد، قال: حَدَّثَنَا حنبل، قال: حَدَّثَنَا أبو الوليد هشام، قال: قال حماد إن أردت الحديث فالزم شعبة.
أَخْبَرَنَا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، قال: حَدَّثَنَا أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس الصاحب، إملاء بالري، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن خلف، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم، قال: ذكر شعبة بن الحجاج عند أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري، فقال أبو زيد: هل العلماء إلا شعبة من شعبة؟.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، قال: أَخْبَرَنَا إسماعيل الخطبي، وأبو علي ابن الصواف، قالا: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حَدَّثَنِي حسن بن عيسى، قال: سمعت ابن المبارك، قال: كنت عند سفيان، فأتاه موت شعبة، فقال: اليوم مات الحديث.
أَخْبَرَنِي محمد بن أبي علي الأصبهاني، قال: أَخْبَرَنَا الحسين بن محمد الشافعي، بالأهواز، قال: أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: وسمعته، يعني: أبا داود، يقول: مات شعبة بالبصرة.
أَخْبَرَنَا علي بن أحمد الرزاز، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: حَدَّثَنَا بشر بن موسى، قال: حَدَّثَنَا أبو حفص عمرو بن علي، قال: ومات شعبة سنة ستين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين، ولد سنة ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي الأبار، قال: حَدَّثَنَا محمد بن رافع، قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي، يقول: استكمل شعبة سبعا وسبعين، وطعن في ثمان.
أَخْبَرَنَا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزهري، بالدينور، قال: أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن يحيى بن الجارود، قال: قال علي ابن المديني: شعبة بن الحجاج أبو بسطام، مات سنة ستين ومائة.