4767 - شعيب بن حرب أبو صالح المدائني وهو من أبناء خراسان سمع شعبة، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية، ومحمد بن مسلم الطائفي، وكامل أبي العلاء.
روى عنه موسى بن داود الضبي، ويحيى بن أيوب المقابري، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن خالد الخلال، وعنبس بن إسماعيل القزاز، والعلاء بن سالم الطبري، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وغيرهم.
وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
أَخْبَرَنَا عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: حَدَّثَنَا جعفر الخلدي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: حَدَّثَنَا هارون بن سوار، قال: سمعت شعيب بن حرب، يقول: بينا أنا في طريق مكة إذ رأيت هارون الرشيد، فقلت لنفسي: قد وجب عليك الأمر والنهي، فقالت لي: لا تفعل فإن هذا رجل جبار، ومتى أمرته ضرب عنقك، فقلت لنفسي: لا بد من ذلك، فلما دنا مني صحت: يا هارون، قد أتعبت الأمة، وأتعبت البهائم.
فقال: خذوه، فأدخلت عليه، وهو على كرسي وبيده عمود يلعب به، فقال: ممن الرجل؟ قلت: من أفناء الناس.
فقال: ممن ثكلتك أمك؟ قلت: من الأبناء.
قال: فما حملك على أن تدعوني باسمي؟ قال شعيب: فورد على قلبي كلمة ما خطرت لي قط على بال، قال: فقلت له: أنا أدعو الله باسمه، فأقول يا الله، يا رحمن، ولا أدعوك باسمك، وما تنكر من دعائي باسمك، وقد رأيت الله تعالى سمى في كتابه أحب الخلق إليه محمدا، وكنى أبغض الخلق إليه أبا لهب، فقال: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} فقال: أخرجوه، فأخرجوه.
أَخْبَرَنَا محمد بن جعفر بن علان الشروطي، قال: أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد ابن الحسين الأزدي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم الأنطاكي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عيسى، قال: سمعت شعيب بن حرب، يقول: من أراد الدنيا فليتهيأ للذل.
قال: وأراد شعيب بن حرب أن يتزوج بامرأة، فقال لها: إني سيئ الخلق، قالت: أسوأ منك خلقا من أحوجك أن تكون سيئ الخلق، فقال: أنت إذن امرأتي.
أَخْبَرَنَا الجوهري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قال: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن أيوب الزاهد، قال: حَدَّثَنَا شعيب بن حرب، قال: حَدَّثَنَا الحسن بن عمارة، قال: قال رجل في المجلس آه، قال: فجعل شعيب يتبصره ويقول: من هذا؟ حتى ظننا أنه لو عرفه أمر به، ثم قال: ما يسرني أني حدثت عن غير ثقة، وأن لي مثلك عشرين عبدا.
قال يحيى: وكان شعيب إذا حدث عن رجل أثنى عليه، وأنتم إذا حدثتم عن رجل وقعتم فيه.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قرأت على أبي حفص ابن الزيات: حدثكم أحمد بن الحسين الصوفي، قال: سمعت أبا حمدون المقرئ، واسمه طيب بن إسماعيل، يقول: ذهبنا إلى المدائن إلى شعيب بن حرب، وكان قاعدا على شط الدجلة، وكان قد بنى كوخًا، وخبز له معلق في شريط، ومطهرة، يأخذ كل ليلة رغيفا يبله في المطهرة ويأكله، فقال بيده هكذا، وإنما كان جلد وعظم.
قال: فقال: أرى هو ذا بعد لحم، والله لأعملن في ذوبانه حتى أدخل إلى القبر وأنا عظام تقعقع، أريد السمن للدود والحيات؟ قال: فبلغ أحمد بن حنبل قوله، فقال: شعيب بن حرب حمل على نفسه في الورع.
قرأت في كتاب هبة الله بن الحسن الطبري الذي سمعه من أحمد بن عمر الأصبهاني، عن أبي الحسين ابن المنادي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد، قال: لم يسمع أبي من شعيب بن حرب ببغداد، إنما سمع منه بمكة، قال أبي: جئنا إليه أنا وأبو خيثمة، وكان ينزل مدينة أبي جعفر على قرابة له، قال: فقلت لأبي خيثمة: سله، قال: فدنا إليه فسأله، فرأى كمه طويلا، فقال: من يكتب الحديث يكون كمه طويلا؟ يا غلام، هات الشفرة، قال: فقمنا ولم يُحَدِّثْنَا بشيء.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسن التنوخي، قالا: حَدَّثَنَا عمر بن محمد بن علي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، قال: سمعت سري بن المغلس السقطي، يقول: أربعة كانوا في الدنيا أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، ولم يدخل أجوافهم إلا الحلال، فقيل له: من هم يا أبا الحسن؟ قال: وهيب بن الورد، وشعيب بن حرب، ويوسف بن أسباط، وسليمان الخواص.
أَخْبَرَنِي محمد بن جعفر بن علان، قال: أَخْبَرَنَا مخلد بن جعفر الدقاق، قال: حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطبري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن منصور الطوسي، قال: حَدَّثَنَا الحارث بن عبد العزيز، عن شعيب بن حرب، قال: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النوم ومعه أبو بكر، وعمر، فجئت، فقال: " أوسعوا له فإنه حافظ لكتاب الله عَزَّ وَجَلَّ ".
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن خبيق، قال: سمعت شعيب بن حرب، يقول: أكلت في عشرة أيام أكلة، وشربت شربة.
أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: وسألته، يعني: يحيى بن معين عن شعيب بن حرب ما حاله؟ فقال: ثقة.
أَخْبَرَنِي السكري، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حَدَّثَنَا جعفر بن محمد بن الأزهر، قال: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قال: قال أبو زكريا: شعيب بن حرب ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله الأنماطي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن المظفر، قال: أَخْبَرَنَا علي بن أحمد بن سليمان البزاز، بمصر، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم، قال: وسألته، يعني: يحيى بن معين، عن شعيب بن حرب، فقال: ثقة.
أَخْبَرَنَا عبد الغفار بن محمد المؤدب، قال: أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد الواعظ، قال: وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن مخلد، قال: حَدَّثَنَا العباس بن محمد، قال: سمعت يحيى، يقول: شعيب بن حرب ثقة مأمون.
أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن معروف، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قال: حَدَّثَنَا محمد بن سعد، قال: شعيب بن حرب يكنى أبا صالح، وكان من أبناء خراسان من أهل بغداد، فتحول إلى المدائن فنزلها، واعتزل بها، وكان له فضل، ثم خرج إلى مكة، فنزلها إلى أن مات بها.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: مات شعيب بن حرب بمكة بالليل، وكان به البطن فخفنا عليه.
حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: أَخْبَرَنَا مكي بن محمد بن الغمر، قال: أَخْبَرَنَا أبو سليمان بن زبر، قال: أَخْبَرَنَا أبي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عيسى بن حبان، قال: خرج شعيب بن حرب إلى مكة، فمات بمكة سنة ست وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أَخْبَرَنَا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي، في كتابه، قال: حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن حبيب البزناني، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سيار، قال: دفع إلي عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن بكير كتابه بخطه، ولم يقرأه علي: أن شعيب بن حرب مات سنة سبع وتسعين ومائة.
أَخْبَرَنَا الأزهري، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قال: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن جعفر الكندي، قال: حَدَّثَنَا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: سنة تسع وتسعين ومائة، فيها مات شعيب بن حرب المدائني بمكة.