له حفظ.

أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حَدَّثَنَا علي ابن المديني.

وأَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قال: حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: رأيت في كتاب علي ابن المديني إلى أبي عبد الله أحمد، وَحَدَّثَنِي به صالح عن علي، قال: سألت يحيى بن سعيد، قلت له: أيما أحب إليك، رأي مالك، أو رأي سفيان؟ قال: سفيان.

لا يشك في هذا، زاد أبو نعيم: ثم قال يحيى: سفيان فوق مالك في كل شيء.

حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أحمد الكتاني، قال: أَخْبَرَنَا تمام بن محمد الرازي، قال: أَخْبَرَنَا أبو الميمون بن راشد، قال: حَدَّثَنَا مضر بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول: سفيان الثوري أحب إلي من مالك في كل شيء، يعني: في الحديث، وفي الفقه، وفي الزهد.

أَخْبَرَنَا علي بن الحسن التنوخي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد ماهبزد الأصبهاني، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حَدَّثَنَا وليد بن حماد، قال: سمعت ابن إدريس، يقول: ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان، وشعبة.

أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت الأهوازي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد، قال: حَدَّثَنَا موسى هو ابن هارون الطوسي، قال: حَدَّثَنَا محمد، يعني: ابن نعيم بن الهيصم، قال: سمعت بشرا، قال: قال يحيى: قال سفيان: ما أنفقت درهما قط في بناء.

قال: سمعت بشرا، قال: قال شعبة، وابن عيينة: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث.

أَخْبَرَنَا ابن رزق، قال: أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر بن زنجويه.

وأَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله -[234]- الهيتي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن زنجويه، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن شعبة، أنه قال: سفيان أمير المؤمنين في الحديث.

أَخْبَرَنَا ابن رزق، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد، قال: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث.

أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن المظفر الحافظ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن حميد، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن أبي بكير، قال: سمعت شعبة، يقول: ما حَدَّثَنِي سفيان الثوري بحديث عن إنسان فسألته إلا وكان كما حَدَّثَنِي.

أَخْبَرَنَا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: حَدَّثَنَا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلئي، قال: حَدَّثَنَا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل، قال: حَدَّثَنَا وكيع، عن شعبة، قال: كان سفيان أحفظ مني.

وقال: حَدَّثَنَا أبو داود، قال: حَدَّثَنَا ابن أبي رزمة، قال: سمعت أبي يقول: قال رجل لشعبة: خالفك سفيان.

قال: دمغتني.

أَخْبَرَنَا الهيتي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان، قال: حَدَّثَنَا سعيد بن مسلم بن أحمد بن مسلم بطرسوس، قال: حَدَّثَنَا أبو جعفر ابن الفرجي، قال: حَدَّثَنَا إسحاق بن حفص، قال: قيل لإسماعيل بن إبراهيم: كان شعبة أكثر علما أو سفيان؟ فقال: ما علم شعبة عند علم سفيان إلا كتفلة في بحر.

أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، قال: أَخْبَرَنَا دعلج، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن علي الأبار، قال: حَدَّثَنَا أبو عبيدة بن أبي السفر، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن سالم، يقول: سمعت يحيى بن يمان يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ما أحدث من كل عشرة بواحد، وقد كتبنا عنه عشرين ألفا، وأَخْبَرَنِي الأشجعي أنه كتب عنه ثلاثين ألفا.

أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عبد الله -[235]- القطان، قال: حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت مسددا، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: شعبة أحب إلي من سفيان، يعني: في الصلاح، فإذا جاء الحديث فسفيان، يعني: أثبت.

أَخْبَرَنَا محمد بن جعفر بن علان الشروطي، قال: أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبدة، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن العنبري، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان، وسأله رجل من أحسن الناس ممن رأيت حديثا؟ قال: شعبة، قال: فمن أحفظ من رأيت؟ قال: لم أر أحدا أحفظ من سفيان.

أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن غالب، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، قال: سمعت يحيى يقول: كان سفيان أثبت من شعبة وأعلم بالرجال.

أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن المظفر، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، قال: حَدَّثَنَا محمد بن مسلم، قال: قال لي علي ابن المديني: قال يحيى القطان: لو اتقى الله رجل لم يحدث إلا عن سفيان، وشعبة.

أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مخلد، قال: حَدَّثَنَا الحكيمي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن غالب بن حرب، قال: سمعت علي ابن المديني، يقول: سمعت يحيى القطان، يقول: شعبة معلمي، وسفيان أحب إلي منه.

أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حَدَّثَنَا علي بن عبد الله المديني، قال: وسمعته، يعني: يحيى بن سعيد، يقول: ليس أحد أحب إلي من شعبة، ولا يعدله عندي أحد، وإذا خالف سفيان أخذت بحديث سفيان.

أَخْبَرَنَا أبو القاسم الخضر بن عبد الله بن كامل المري بدمشق، قال: -[236]- أَخْبَرَنَا عقيل بن عبيد الله بن عبدان الصفار، قال: حَدَّثَنَا أبو الميمون عبيد الله بن راشد، قال: حَدَّثَنَا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، قال: سمعت أبا نعيم يسأل عن سفيان وشعبة أيهما أثبت؟ فقال قال بعض أصحابنا في ذلك قولا، فرأيت أبا نعيم يذهب إلى أن قوله فيه وقول وكيع، أن سفيان أقل خطأ في الحديث.

أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: سألت يحيى بن معين، قلت: سفيان أحب إليك في الأعمش، أو شعبة؟ فقال: سفيان أحب إلي.

أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قال: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكوكبي، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سفيان الثوري أعلم الناس بحديث الأعمش، وغيره وذاك أن يحيى سئل أيما أكثر في الأعمش، أبو معاوية، أو الثوري؟ أَخْبَرَنَا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر ابن المقرئ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، قال: حَدَّثَنَا أبو حفص عمرو بن علي، قال: سمعت أبا معاوية، يقول: ما رأيت رجلا قط كان أحفظ لحديث الأعمش من الثوري.

أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنِي أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: لم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش، وأبي إسحاق، ومنصور، من الثوري.

قال يحيى وقال أبو معاوية: كنا إذا ذاكرناه أحاديث الأعمش فكأنا لم نسمعها.

-[237]-

أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي، قال: حَدَّثَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حَدَّثَنَا سهل بن أحمد الواسطي، قال: قال أبو حفص عمرو بن علي سمعت أبا معاوية الضرير، يقول: كان سفيان يأتيني ههنا يذاكرني حديث الأعمش، فما رأيت أحدا أعلم بها منه، وكان شعبة إذا رآني اضطرب في حديث الأعمش.

أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قال: أَخْبَرَنَا يعقوب بن سفيان، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عمار، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: كان سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش.

أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، قال: حَدَّثَنَا هيثم بن خلف الدوري، قال: حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، قال: سمعت أبا داود، يقول: سمعت زائدة، يقول: كنا نأتي الأعمش فنكتب عنه، ثم نأتي سفيان فنعرض عليه، فيقول لبعضها: ليس هذا من حديث الأعمش، فنقول: إنما حَدَّثَنَاه الآن فيقول: اذهبوا إليه فقولوا له، فنذهب إليه فنقول له، فيقول: صدق سفيان، فمحاه.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّمِيمِيُّ، بِدِمَشْقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ الْمَوْصِلِيُّ.

وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلانَ الشُّرُوطِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ سُرَيْجٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ صَاحِبَ حَدِيثٍ أَحْفَظَ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، حَدَّثَ يَوْمًا عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: " الْبُصَاقُ لَيْسَ بِطَاهِرٍ "، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هَذَا خَطَأٌ، فَقَالَ لِي: كَيْفَ؟ عَمَّنْ هَذَا؟ قُلْتُ: حَمَّادٌ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ سَلْمَانَ.

قَالَ: مَنْ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ حَمَّادٍ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنِيهِ شُعْبَةُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ: أَخْطَأَ شُعْبَةُ فِيهِ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: وَافَقَ شُعْبَةَ عَلَى هَذَا أَحَدٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: -[238]- مَنْ؟ قُلْتُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَهِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَقَالَ: أَخْطَأَ حَمَّادٌ، هُوَ حَدَّثَنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ سَلْمَانَ.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي، قُلْتُ أَرْبَعَةٌ يَجْتَمِعُونَ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ يَقُولُونَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ.

فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَنَةٍ أُخْرَى سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، أَخْرَجَ إِلَيَّ غُنْدَرٌ كِتَابَ شُعْبَةَ فَإِذَا فِيهِ: عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِيٍّ، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ مَرَّةً: عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، كُنْتَ إِذَا حَفِظْتَ الشَّيْءَ لا تُبَالِي مَنْ خَالَفَكَ.

أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن إبراهيم الإمام، بحمص، قال: حَدَّثَنَا نوح بن حبيب، قال: سمعت عبد الرزاق، يقول: سمعت سفيان الثوري.

وأَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد السوطي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن علي السرخسي، قال: حَدَّثَنَا بكر بن خداش، قال: سمعت سفيان الثوري، يقول: ما استودعت قلبي شيئا فخانني قط.

أَخْبَرَنَا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد اللؤلئي، قال: حَدَّثَنَا أبو داود، قال: بلغني عن يحيى بن معين، قال: كل من خالف سفيان فالقول قول سفيان.

أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن العباس، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد السوسي، قال: حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قال: رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان الثوري في زمانه أحدا في الفقه، والحديث، والزهد، وكل شيء.

وقال عباس سمعت يحيى، يقول: ليس أحد يخالف سفيان الثوري إلا كان القول قول سفيان، قلت: وشعبة أيضا إن خالفه؟ قال: نعم.

قلت: لأبي زكريا: فإن خالفه شعبة في حديث البصريين القول قول من يكون؟ قال: ليس يكاد يخالف شعبة سفيان في حديث البصريين.

-[239]-

أَخْبَرَنَا ابن رزق، قال: أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن منصور الطوسي، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن أبي بكير، سمع شعبة يقول: ما حَدَّثَنِي سفيان عن إنسان بحديث فلقيته فسألته إلا كان كما حَدَّثَنِي به.

حَدَّثَنِي أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصري، لفظا، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن سفيان الكوفي، بها، قال: حَدَّثَنَا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن سوار، قال: حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، قال: حَدَّثَنَا أبو يحيى الحماني، قال: سمعت أبا حنيفة، يقول: لو كان سفيان الثوري في التابعين لكان فيهم له شأن.

وَحَدَّثَنِي أحمد بن أحمد القصري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن سفيان، قال: حَدَّثَنَا ابن سعيد، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أسامة الكلبي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: سمعت أبي يقول: جاء رجل إلى أبي حنيفة، فقال: ألا ترى ما يروي سفيان؟ فقال أبو حنيفة: أتأمرني أن أقول إن سفيان يكذب في الحديث؟ لو أن سفيان كان في عهد إبراهيم لاحتاج الناس إليه في الحديث.

أَخْبَرَنَا الجوهري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قال: حَدَّثَنَا أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز، قال: سمعت أبا عبد الله بن ثواب الهباري، يقول: سمعت عبد الحميد الحماني، يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: لو مات سفيان في زمن إبراهيم لدخل على الناس فقده.

أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنِي ابن زنجويه، قال: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، قال: سألني ابن عيينة عن حديث، فقلت له حَدَّثَنِي الثوري عن رجل، وقد سمعت أنا من ذلك الرجل، فقال لي: إن حديثك عن الثوري -[240]- عن ذلك الرجل، أحب إلي من حديثك عن ذلك الرجل.

أَخْبَرَنَا أحمد بن علي المحتسب، قال: حَدَّثَنَا يوسف بن عمر القواس، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الله صاحب أبي صخرة، قال: سمعت أحمد بن سنان القطان، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: قدمت على سفيان بن عيينة فجعل يسألني عن المحدثين، فقال: ما بالعراق أحد يحفظ الحديث إلا سفيان الثوري.

قال: فلما قدمت حدثت به شعبة فشق عليه.

أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: قرئ على عمر بن بشران، وأنا أسمع: أخبركم علي بن الحسين بن حبان، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: سمعت عمرا، جليس مسدد، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: ما رأيت رجلا أحسن عقلا من مالك بن أنس، ولا رأيت رجلا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك، ولا أعلم بالحديث من سفيان، ولا أقشف من شعبة.

أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان، قال: حَدَّثَنَا الفضل، يعني: ابن زياد، قال: سئل أحمد بن حنبل، قيل له: سفيان الثوري كان أحفظ أو ابن عيينة؟ فقال: كان الثوري أحفظ وأقل الناس غلطا، وأما ابن عيينة فكان حافظا، إلا أنه كان إذا صار في حديث الكوفيين كان له غلط كثير، وقد غلط في حديث الحجازيين في أشياء.

قيل له: فإن فلانا يزعم أن سفيان بن عيينة كان أحفظهما.

فضحك، قال: فلان حسن الرأي في ابن عيننة، فمن ثم.

أَخْبَرَنَا علي بن محمد الحذاء، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: حَدَّثَنَا ابن عبد الخالق، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر سفيان الثوري، فقال: ما يتقدمه في قلبي أحد، ثم قال: تدري من الإمام؟ الإمام سفيان الثوري.

أَخْبَرَنِي محمد بن علي بن أحمد المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، قال: أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: سألت أبا علي صالح بن محمد، عن سفيان الثوري ومالك، -[241]- فقال: سفيان ليس يتقدمه عندي في الدنيا أحد، وهو أحفظ وأكثر حديثا، ولكن كان مالك ينتقي الرجال، وسفيان يروي عن كل أحد.

وقال عبد المؤمن سمعت أبا علي، يقول: سفيان أكثر حديثًا من شعبة وأحفظ، يبلغ حديثه ثلاثين ألفًا، وحديث شعبة قريب من عشرة آلاف.

أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قال: حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حَدَّثَنَا العباس بن محمد الدوري، قال: حَدَّثَنَا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: حَدَّثَنَا محمد بن كثير الطرسوسي، قال: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، قال: كان سفيان الثوري عندنا بالبصرة، فكان كثيرا يقول: ليتني قد مت، ليتني قد استرحت، ليتني في قبري.

فقال له حماد بن سلمة: يا أبا عبد الله، ما كثرة تمنيك للموت، والله لقد آتاك الله القرآن والعلم.

فقال سفيان، يعني: لحماد بن سلمة: يا أبا سلمة، وما يدريني لعلي أدخل في بدعة، لعلي أدخل فيما لا يحل لي، لعلي أدخل في فتنة، أكون قد مت فسبقت هذا.

أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي الأبار، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد أبو عبد الرحمن الرباطي، قال: حَدَّثَنَا أبو داود، قال: مات سفيان بالبصرة، ودفن ليلا ولم نشهد الصلاة، يعني: عليه، وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم، وسلام بن مسكين، فتقدم جرير فصلى بنا على قبره، ثم بكى، فقال:

إذا بكيت على ميت لتكرمة فابك الغداة على الثوري سفيان

أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، قال: حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن إسحاق، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن منصور المروزي، قال: حَدَّثَنَا مسدد، قال: سمعت ابن داود، يقول: سمعت علي بن صالح، يقول: ولدنا سنة ثمان مائة، وكان سفيان أسن منا بخمس سنين.

-[242]-

أَخْبَرَنَا ابن رزق، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد، قال: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو نعيم: خرج سفيان الثوري من الكوفة سنة خمس وخمسين ومائة ولم يرجع، ومات سنة إحدى وستين ومائة، وهو ابن ست وستين فيما أظن، وقال حنبل: حَدَّثَنِي أبو عبد الله، قال: حَدَّثَنَا موسى بن داود، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: سنة ثمان وخمسين لي حدى وستون سنة.

أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق، قال: حَدَّثَنَا عمر بن محمد الجوهري، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله ذكر عن موسى بن داود خروج سفيان بن سعيد من الكوفة وسنه، وهو في كتاب التاريخ، فقال: هذا سمعه سماعا، كأنه يثبته، قال هذا على أنه ولد سنة سبع وتسعين، ليس كما قالوا سنة خمس وتسعين.

أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنِي أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: ولد سفيان سنة سبع وتسعين.

أَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر، قال: حَدَّثَنَا يعقوب، قال: قال أبو نعيم: مات سفيان الثوري سنة إحدى وستين.

أخبرنا ابن رزق، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل، قال: حَدَّثَنِي أبو عبد الله، قال: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، قال: مات سفيان الثوري سنة إحدى وستين في أولها.

أَخْبَرَنَا الحسن بن الحسين بن العباس، قال: أَخْبَرَنَا جدي لأمي إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن إسحاق المدائني، قال: حَدَّثَنَا قعنب بن المحرر الباهلي، قال: ومات سفيان بن سعيد بن مسروق -[243]- الثوري سنة إحدى وستين ومائة بالبصرة، وصلى عليه أخ لابن عياش، جاء يريد عبادان هو وأصحابه.

أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حَدَّثَنَا عمر بن أحمد الأهوازي، قال: حَدَّثَنَا خليفة بن خياط، قال: وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري يكنى أبا عبد الله، مات سنة اثنتين وستين ومائة بالبصرة.

قلت: وسنة إحدى وستين أصح.

أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حَدَّثَنِي أبو سعيد الأشج، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب الحضرمي، قال: قال أبو زياد الفقيمي، يعني: يرثي سفيان:

لقد مات سفيان حميدًا مبرزًا على كل قار هجنته المطامع

يلوذ بأبواب الملوك بنية مبهرجة والزي فيه التواضع

يشمر عن ساقيه والرأس فوقه قلنسوة فيها اللصيص المخادع

جعلتم فداء للذي صان دينه وفر به حتى حوته المضاجع

على غير ذنب كان إلا تنزها عن الناس حتى أدركته المصارع

بعيد من أبواب الملوك مجانب وإن طلبوه لم تنله الأصابع

فعيني على سفيان تبكي حزينة شجاها طريد نازح الدار شاسع

تقلب طرفا لا يرى عند رأسه قريبا حميما أوجعته الفواجع

فجعنا به حبرًا فقيهًا مؤدبًا بفقه جميع الناس قصد الشرائع

على مثله تبكي العيون لفقده على واصل الأرحام والخلق واسع

أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أَخْبَرَنَا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حَدَّثَنِي محمد بن الحسين البرجلاني، قال: حَدَّثَنَا زكريا بن عدي، قال: حَدَّثَنَا أبو خالد الأحمر، قال: رأيت سفيان بن سعيد بعد ما مات، فقلت: أبا عبد الله، -[244]- كيف حالك؟ قال: خير حال، استرحت من غموم الدنيا، وأفضيت إلى رحمة الله عَزَّ وَجَلَّ.

وقال ابن أبي الدنيا: كتب إلى أبو سعيد الأشج، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن أعين، قال: رأيت الثوري في المنام ولحيته حمراء، فقلت: ما صنعت فديتك؟ قال: أنا مع السفرة، قلت: وما السفرة؟ قال: الكرام البررة.

أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد الدلال، قال: حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، قال: حَدَّثَنَا جعفر بن محمد البالسي ببالس، قال: حَدَّثَنَا النفيلي، قال: حَدَّثَنَا معاوية بن حفص، عن سعير بن الخمس، قال: رأيت سفيان الثوري في المنام، وهو يطير من نخلة إلى نخلة، وهو يقرأ هذه الآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.

أَخْبَرَنَا علي بن محمد الحذاء، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر المروذي، قال: حَدَّثَنِي محمد بن أبي محمد، قال: رأى رجل في المنام أنه دخل الجنة، قال: فرأيت الحسن، وابن سيرين، وإبراهيم، وعدة، قال: فقلت: مالي لا أرى سفيان الثوري معكم، فقد كان يذكر؟ فقالوا: هيهات، ذاك فوقنا، ما نراه إلا كما نرى الكواكب الدري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015