4708 - سلم بن سالم أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن البلخي

قدم بغداد، وحدث بها عن عبيد الله بن عمر العمري، وأبي عصمة نوح بن أبي مريم، وإبراهيم بن طهمان، وعبد الرحيم بن زيد العمي، وابن جريج، وسفيان الثوري.

روى عنه مخول بن إبراهيم النهدي، وسريج بن يونس، وأحمد بن منيع، ويعقوب بن عبيد النهرتيري، وموسى بن خاقان، والحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وغيرهم.

(3036) -[10: 202] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}، قَالَ: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْعَمَلَ فِي الدُّنْيَا، الْحُسْنَى وَهِيَ الْجَنَّةُ، قَالَ: وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ "، هَكَذَا رَوَاهُ سَلْمٌ عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَكَانَ أَثْبَتَ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ قلت: وكان سلم مذكورا بالعبادة والزهد، خشن الطريقة، وكان يذهب إلى الإرجاء أَخْبَرَنِي علي بن أحمد الرزاز، قال: أَخْبَرَنَا حامد بن محمد الهروي، قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن عبد الله بن ماهان، يقول: سمعت محمد بن إسحاق، هو اللؤلئي، يقول: رأيت سلم بن سالم مكث أربعين سنة لم نر له فراشا، ولم ير مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى، ولم يرفع رأسه إلى السماء أكثر من أربعين سنة.

أَخْبَرَنِي علي بن محمد بن الحسن المالكي، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصفار، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عمران الصيرفي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي ابن المديني، قال: سمعت أبي، يقول: أَخْبَرَنِي أبو يحيى، قال: صحبت سلم بن سالم في طريق مكة، فما رأيته وضع جنبه في المحمل إلا ليلة واحدة، ومد رجليه ثم استوى جالسا.

قرأت في كتاب أحمد بن قاج الوراق بخطه سماعه من علي بن الفضل بن طاهر البلخي، قال: سمعت عبد الرحمن بن محمد بن سليمان، يقول: سمعت سليمان بن محمد القاضي، يقول: سمعت أبا عمران، يقول: سمعت أبا مقاتل السمرقندي، يقول: سلم بن سالم عين من عيون الله في الأرض، وسلم بن سالم في زماننا كعمر بن الخطاب في زمانه.

وسمعت عبد الله بن محمد بن الحكم وكان شيخا مسنا، قال: دخل سلم بن سالم بغداد فشنع على هارون أمير المؤمنين فحبسه، فكان يدعو في حبسه: اللهم لا تجعل موتي في حبسه، ولا تمتني حتى ألقى أهلي، فمات هارون فخلت عنه زبيدة، فخرج إلى الحج فوافى أهله بمكة قدموا حجاجا، فمرض فاشتهى الجمد، فأبردت السماء فجمعوا له فأكل ومات.

أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن معروف الخشاب، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قال: حَدَّثَنَا محمد بن سعد، قال: سلم بن سالم البلخي يكنى أبا محمد، وكان مرجئا ضعيفا في الحديث، ولكنه كان صارما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكانت له رئاسة بخراسان، فبعث إليه هارون أمير المؤمنين فأقدمه عليه فحبسه، فلم يزل محبوسا إلى أن مات هارون، ثم أخرجه محمد بن هارون حين ولي الخلافة من سجن الرقة، فقدم بغداد فأقام بها قليلا، ثم خرج إلى خراسان فمات بها.

قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام، يقول: سمعت أحمد بن سيار، يقول: سلم بن سالم من أهل بلخ، كان زاهدا، وكان رأسا في الإرجاء داعية، وكان يروي أحاديث ليست لها خطم ولا أزمة، شبيهة بالموضوع.

ذكر لنا أن ابن المبارك دفع إليه حديث وقيل له: روى عنك سلم بن سالم فرماه بالكذب، فأرادوه على الكف، فقال: فإلى متى؟ قال أحمد بن سيار: وكان ابتلي بالسلطان، والحبس، وكان في حبس هارون زمانا، فتكلم فيه أبو معاوية حتى خلى عنه.

أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، قال: أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي، قال: سمعت عليا، يعني: ابن خشرم، يقول: سمعت أبا معاوية الضرير، يقول: دعاني هارون أمير المؤمنين لأحدثه، فدخلت عليه أول الليل فحدثته إلى أن مضى من الليل هزيع، فقال لي: حاجتك يا أبا معاوية.

فقلت: سلم بن سالم هبه لي.

قال: فاستوى جالسا، فعرفت الغضب في وجهه وفي كلامه، فقال: إن سلما ليس على رأيك ورأي أصحابك، على الإرجاء، وقد جلس في المسجد الحرام، يقول: لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة ألف سيف لفعلت: وليس هذا رأيك ولا رأي أصحابك ثم سكن، فقال: حَدِّثْنَا، فتحَدَّثَنَا عامة الليل، فقال: حاجتك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين إنه أرسل إلي أنه لا يقدر على الصلاة من كثرة قيوده، فقال لحسين الخادم، وهو قائم على رأسه: كم عليه من القيود؟ قال: لا أدري قيده هرثمة، فصار إلى هرثمة، فقال: كم على سلم بن سالم من القيود؟ قال: اثنا عشر قيدا، قال: فك ثمانية عنه ودع أربعة، فأرسل إلي سلم جزاك الله خيرا فرجت عني، توضأت وصليت.

أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله، قال: رأيت سلم بن سالم أتى أبا معاوية ببغداد يسلم عليه، وكان صديقا له، وكان سلم عبدا صالحا ولم أكتب عنه شيئا، كان لا يحفظ الحديث، وكان يخطئ.

أَخْبَرَنَا العتيقي، قال: أَخْبَرَنَا يوسف بن أحمد الصيدلاني، بمكة، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عمرو العقيلي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: سلم بن سالم البلخي ليس بذاك في الحديث وضعفه.

أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عمر الخلال، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: حَدَّثَنَا جدي، قال: سمعت أحمد بن شبويه، يقول: رأيت عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وسلم بن سالم الخراساني داعيين إلى الإرجاء.

أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن نعيم الضبي، قال: أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن محمد البلخي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن خلف البلخي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن الفضيل العامري، قال: سمعت سلم بن سالم البلخي، يقول: ما يسرني أن ألقى الله بعمل من مضى وعمل من بقي، وأنا أقول الإيمان قول وعمل.

أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: أَخْبَرَنَا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي، قال: حَدَّثَنَا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت، قال: أَخْبَرَنَا أبو الجهم أحمد بن الحسين المشغرائي.

وحَدَّثَنَا عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق، قال: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قال: حَدَّثَنَا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، قال: حَدَّثَنَا القاسم بن عيسى العصار، قالا: حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: سلم بن سالم غير ثقة، سمعت إسحاق بن إبراهيم، يقول: سئل ابن المبارك عن الحديث الذي حدث في أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا، فقال: ولا على لسان نبي واحد، إنه لمؤذ منفخ من يحدثكم به؟ قالوا: سلم بن سالم، قال: عمن؟ قالوا: عنك، قال: وعني أيضا!.

أَخْبَرَنَا محمد بن علي المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: سمعت نعيم بن حماد، يقول: سمعت ابن المبارك وذكر حديثا عن سلم بن سالم، فقال: هذا من عقارب سلم.

أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، قال: حَدَّثَنَا أبو بشر الدولابي، قال: حَدَّثَنَا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: سلم بن سالم ضعيف.

أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن مخلد، قال: حَدَّثَنَا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: وأَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، قال: حَدَّثَنَا علي بن الحسن الرازي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن الحسين الزعفراني، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سلم بن سالم البلخي ليس بشيء.

أَخْبَرَنِي علي بن محمد المالكي، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عمران الصيرفي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن علي ابن المديني، قال: سمعت أبي، يقول: كان سلم بن سالم مرجئا، وكان ضعيف الحديث.

أَخْبَرَنِي ابن الفضل القطان، قال: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن علي الأبار، قال: سمعت عباس بن صالح، يقول: ذكرت للأسود بن سالم سلم بن سالم، فقال: لا تذكره لي.

أَخْبَرَنَا محمد بن الحسن الأهوازي، قال: أَخْبَرَنَا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز، قال: أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سألته، يعني: أبا داود سليمان بن الأشعث، عن سلم بن سالم، فقال: ليس بشيء، كان مرجئا، أحمد لم يكتب عنه، قال: كنت أراه في القطيعة.

أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن سعيد بن سعد، قال: حَدَّثَنَا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: سلم بن سالم خراساني ضعيف.

أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن إبراهيم بن محمد الطرسوسي، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن محمد بن داود الكرجي، قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، قال: سلم بن سالم ليس بشيء.

قرأت في كتاب أحمد بن قاج سماعه من علي بن الفضل بن طاهر البلخي: أَخْبَرَنِي محمد بن محمد، قال: وكان في كتاب أحمد بن أبي علي من معدله ابن الرماح أن سلم بن سالم راوية للأحاديث، ظاهر الخشوع، ملح على نفسه بالعبادة، يلبس الكساء الرقيق، ويركب الحمير، له مجلس حديث وعظه، لا يفتي، مات بمكة في ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015