4580 - سليمان بن داود بن بشر بن زياد أبو أيوب المنقري البصري المعروف بالشاذكوني
حدث عن عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، ومن بعدهما.
وكان حافظا مكثرا، وقدم بغداد وجالس الحفاظ بها وذاكرهم، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها، وانتشر حديثه بها.
روى عنه أبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن يونس الكديمي، وحمدون بن أحمد بن سلم السمسار، وغيرهم.
أَخْبَرَنِي علي بن الحسن بن محمد الدقاق، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم، قال: حَدَّثَنَا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، قال: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل: قدم ابن الشاذكوني فنزل على هشيم.
حدثت عن عبيد الله بن عثمان الدقاق، قال: أَخْبَرَنَا الحسن بن يوسف الصيرفي، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر الخلال، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن سليمان مطين، قال: ذكرنا لأبي عبد الله ابن الشاذكوني، فقال أحمد: قدم علينا هاهنا سنة ثمانين، فنزل على هشيم في دهليزه، وكان يلقي على هشيم تلك الأبواب.
قال أحمد: وكان حافظا، وكانت هيئته هيئة حسنة، ثم قدم علينا بعد، فإذا هيئته سوى تلك الهيئة، ثياب طوال وهيئة.
قال أحمد: فقلت في نفسي: كم بين تلك الهيئة إلى هذه.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قال: في كتابي عن محمد بن أحمد بن بطة عن عبد الله بن أحمد بن أسيد.
قال أبو نعيم وأظن أن أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، حَدَّثَنَا قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أسيد، قال: حَدَّثَنِي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي، قال: حَدَّثَنِي هارون بن سفيان، قال: سمعت عمرا الناقد، يقول: قدم سليمان الشاذكوني بغداد.
فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح، قال: أَخْبَرَنَا طلحة بن أحمد بن الحسن الصوفي، قال: حَدَّثَنَا أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي مهزول، قال: سمعت محمد بن حفص، يقول: سمعت عمرا الناقد، يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد بن حنبل، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أَخْبَرَنَا عثمان بن أحمد، قال: حَدَّثَنَا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: كان أعلمنا بالرجال يحيى بن معين، وأحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان علي أحفظنا للطوال.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن سيار، قال: سئل عباس العنبري أيهما كان أعلم بالحديث؟ هو يعني الشاذكوني أو علي ابن المديني، فقال: ابن الشاذكوني بصغير الحديث، وعلي بجليله.
قال: وسمعت عباسا العنبري يقول: التقى ابن الشاذكوني وابن أبي شيبة بالكوفة أظنه قال: عند أبي نعيم، قال: فقال ابن أبي شيبة: أيش تحفظ " لا تقطع الخمس إلا في خمس " قال: فقال ابن الشاذكوني: إنما سألتني عن هذا الباب لأنك كتبت حديث فلان ولم أكتبه أنا، قال: فأجابه، ثم تذاكرا، قال: فترك ابن الشاذكوني ابن أبي شيبة، وأنا أرحمه.
أَخْبَرَنِي البرقاني، قال: حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن محمد الآدمي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن علي الإيادي، قال: حَدَّثَنَا أبو يحيى الساجي، قال: حَدَّثَنِي أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، قال: حَدَّثَنِي عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، يقول: انتهى العلم، يعني: علم الحديث، إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له، قال أبو يحيى وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عدي الجرجاني، قال: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن بخيت، قال: حَدَّثَنَا يزيد بن محمد بن فضيل، قال: حَدَّثَنَا أبو نعيم، قال: كان ابن الشاذكوني يسألني عن الحديث، فإذا أجبته فيه، قال: لبيك اللهم لبيك.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر الإسماعيلي، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن سيار، قال: سمعت إبراهيم بن الأصبهاني، يقول: كان أبو داود الطيالسي بأصبهان، فلما أراد الرجوع أخذ يبكي، فقالوا له: يا أبا داود، إن الرجل إذا رجع إلى أهله فرح واستبشر، وأنت تبكي؟! فقال: إنكم لا تعلمون إلى من أرجع، إنما أرجع إلى شياطين الإنس؛ علي ابن المديني، وابن الشاذكوني، وابن بحر السقاء، يعني: عمرو بن علي.
أَخْبَرَنِي محمد بن علي المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي، يقول: سمعت سليمان الشاذكوني، يقول: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي بحديث، فقال: عبيد بن بطة، فقلت له: يا أبا سعيد، هو عبيد بن نضيلة، قال: حَدَّثَنَا فلان عن فلان وذكر الحديث، قال: حتى أنظر، فدخل البيت ثم خرج، فقال: هو كذا ولكنه اتصل اللام بالضاد.
(2953) -[10: 58] أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّاذَكُونِيَّ، يَقُولُ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ دَخْلَةً أَكْتُبُ الْحَدِيثَ فَأَتَيْتُ حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ فَكَتَبْتُ حَدِيثَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَصِرْتُ فِي بَنَانِهِ لَقِيَنِي ابْنُ أَبِي خَدُّوَيْهً، فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْكُوفَةِ، قَالَ: حَدِيثَ مَنْ كَتَبْتَ؟ قُلْتُ: حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: أَفَكَتَبْتَ عِلْمَهُ كُلَّهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَذَهَبَ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَكَتَبْتَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ضَحَّى بِكَبْشٍ فَحِيلٍ، كَانَ يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ؟ "، قُلْتُ: لا، قَالَ: فَأَسْخَنَ اللَّهُ عَيْنَكَ، أَيْشِ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: فَوَضَعْتُ خَرْجِي عِنْدَ النَّرْسِيَيْنِ، وَرَجَعْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَتَيْتُ حَفْصًا، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الْبَصْرَةِ، قَالَ: لِمَ رَجَعْتَ؟ قُلْتُ: إِنَّ ابْنَ أَبِي خَدَّوَيْهِ ذَاكَرَنِي عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا.
قَالَ فَحَدَّثَنِي وَرَجَعْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لِي بِالْكُوفَةِ حَاجَةٌ غَيْرُهَا أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عدي، قال: أَخْبَرَنَا زكريا بن يحيى يعني: الساجي، قال: حَدَّثَنِي أحمد بن محمد، قال: حَدَّثَنَا ابن عرعرة، قال: كنت عند يحيى بن سعيد وعنده بلبل، وابن أبي خدويه، وعلي.
فأقبل ابن الشاذكوني فسمع عليا يقول ليحيى القطان: طارق وإبراهيم ابن مهاجر؟ فقال يحيى: يجريان مجرى واحدا، فقال الشاذكوني: نسألك عما لا ندري، وتكلف لنا مالا تحسن، إنما نكتب عليك ذنوبك حديث إبراهيم بن مهاجر خمس مائة، وحديث طارق مائتين، عندك عن إبراهيم مائة، وعن طارق عشرة، فأقبل بعضنا على بعض فقلنا هذا ذل، فقال يحيى: دعوه، فإن كلمتموه لم آمن أن يقرفنا بأعظم من هذا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، قال: أَخْبَرَنَا يوسف بن أحمد الصيدلاني، بمكة، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عمرو العقيلي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي، يقول: كان يحيى بن سعيد يسمي الشاذكوني الخائب.
2964 & أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الصَّفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَقُلْتُ لَهُ شَيْئًا رَوَاهُ الشَّاذَكُونِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُرِيتُ بَنِي أُمَيَّهَ فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي، فَشُقَّ ذَاكَ عَلَيَّ، فَأُنْزِلَتْ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ "، فَأُنْكِرَ فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ أَشَدَّ الإِنْكَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُرِيتُ بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي فَشُقَّ عَلِيَّ، فَأُنْزِلَتْ: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَأُنْكِرَ أَوَّلُ حَدِيثِ ابْنِ الشَّاذَكُونِيِّ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
وَقِيلَ لَهُ: حَدِّثْ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، فَذَهَبَ عَنِّي، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَنِي أَرَاهُ قَالَ: إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: " إِنَّهُمْ سَائِلُوكَ عَنِ الْمَجَرَّةِ، فَإِذَا سَأَلُوكَ، فَقُلْ: إِنَّهَا مِنْ عَرَقِ الأَفْعَى الَّتِي تَحْتَ الْعَرْشِ ".
فَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ شَيْئًا، وَأَبُو بَكْرٍ شَامِيٌّ، وَهِشَامٌ صَنْعَانِيٌّ.
ثُمَّ قَالَ: أُرَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَهَ أنبأني أحمد بن علي اليزدي، قال: أَخْبَرَنَا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: سمعت عفان، يقول: جاءني الشاذكوني فأمليت عليه عبد الواحد بن زياد من أوله إلى آخره شيخا شيخا، فبلغني بعد خمس سنين، أو ست، أنه يحدث به عن عبد الواحد، فقلت لهم: ويحكم مني سمع هذا.
أَخْبَرَنَا ابن علي المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا أبو مسلم بن مهران، قال: أَخْبَرَنَا عبد المؤمن بن خلف، قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن سليمان الشاذكوني، فقال: ما رأيت أحفظ منه.
فقلت له: بأي شيء كان يتهم؟ فقال: في الكذب، وكان يكذب في الحديث، وكان بلية يرمى باللواطه.
أَخْبَرَنَا الحسن بن أبي بكر، قال: أَخْبَرَنَا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن سفيان الأصبهاني، قال: سمعت أحمد بن الحسين الأنصاري، يقول: قدم علينا ابن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أصبهان في أيام سليمان بن داود الشاذكوني، وذكر أن سليمان الشاذكوني وسفيان الرأس وبلبل كانوا في رفقة يكتبون الحديث، فأخذوا غلاما نصرانيا فلم يكن لهم موضع فأدخلوه مسجدا، فقالوا لسليمان الشاذكوني: أين ترى أن ننحره؟ فقال: أَخْبَرَنَا جرير عن مغيره، عن إبراهيم، قال: المحاريب محدثة فأبى الغلام دخول المحراب، فقال سليمان: عبد صالح اجتنب المنحر، فلما ضرب الدهر ضربانه، وقدم ابن عمرو بن مرزوق أصبهان سأل الشاذكوني وتوسل إليه بأبوته وبالبلديه فلم يسعفه بشيء، فأراد أن يخجل الشاذكوني فقام يوم مجلسه، فقال: يا أبا أيوب إن رأيت أن تُحَدِّثَنَا بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر؟ وإذا أبو أيوب أعظم تجربة وأشد حكمة من أن يخجله شاب، فقال: هذا عهد بعيد، والحديث طويل، ولم أذاكر به مذ حين، فإذا فرغنا من المجلس فأتنا ونحن في المنزل لنحدثك بحديث العبد الصالح الذي اجتنب المنحر.
فرجع خجلا وخرج عن البلد.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عمران المرزباني، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن إبراهيم الجمال، قال: حَدَّثَنَا الحسن بن عليل العنزي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن يوسف الخاركي، قال: حَدَّثَنِي علي ابن المديني، قال: كنا عند عبد الرحمن بن مهدي عشية، إذ جيء بسليمان الشاذكوني وهو سكران في بنيجة، فلما رآه عبد الرحمن، قال لغلمانه: احملوه، فأدخل إلى منزله، فلم أزل حتى أفاق، فلما أفاق أتاه ابن مهدي فوعظه، فقال: والله ما سكرت ولكنهم بنجوني فقال ابن مهدي: دع النبيذ ولك عندي ألف درهم، فقال: نعم.
فأعطاه ألف درهم، فأقام عنده حتى تغدى ثم انصرف، قال علي: فما تركه حتى عاد إليه.
أَخْبَرَنِي عبد الملك بن عمر الرزاز، قال: أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ، قال: حَدَّثَنَا محمد بن مخلد، قال: حَدَّثَنَا يزيد بن الهيثم بن طهمان أبو خالد، قال: حَدَّثَنَا محمد بن سهل بن عسكر، قال: جاء رجل إلى عبد الرزاق فدفع إليه كتابا، فأخذه فقرأه، فتغير وجهه ثم قال: العدو لله الكذاب الخبيث جاء إلى هاهنا كان يفعل كذا، ويفعل كذا، ثم ذهب إلى العراق فذكر أني حدثته بأحاديث، والله ما حدثته بها عن معمر، ولا عن الثوري، ولا عن ابن جريج ولا سمعتها منهم، ثم رمى بكتابه، ثم قال: ذاك الشاذكوني.
ثم ذكر يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، وأما علي ابن المديني فحافظ سراد، وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع.
حَدَّثَنِي محمد بن أحمد بن محمد اللخمي بالأنبار، قال: أَخْبَرَنَا الحسين بن ميمون البزاز بمصر، قال: أَخْبَرَنَا الحسن بن علي بن شعبان بن زكير، قال: حَدَّثَنَا محمد بن سعيد التستري، قال: حَدَّثَنَا القاسم بن نصر المخرمي، قال: وسألته يعني أحمد بن حنبل عن سليمان الشاذكوني، فقال: جالس حماد بن زيد، وبشر بن المفضل، ويزيد بن زريع وذكر جماعة فما نفعه الله بواحد منهم.
أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن نعيم، قال: سمعت أبا عبد الله بن العباس الضبي، يقول: سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق، يقول: سمعت صالحا جزرة، يقول: قال لي أبو زرعة الرازي، ببغداد: أريد أن أجتمع مع سليمان الشاذكوني فأناظره، قال صالح: فذهبت به إليه، فلما دخل عليه قلت له: هذا أبو زرعة الرازي أراد مذاكرتك.
فتذاكرا حديث أستار الكعبة وما قطع منها، فكان الشاذكوني يضع الأسانيد في الوقت ويذاكره بها، فتحير أبو زرعة وسكت، فلما قمنا من عنده، قال لي أبو زرعة: اغتممت والله مما فعل هذا الشيخ، فقلت له: هذه الأحاديث وضعها الساعة، ولو ذاكرته بشيء آخر لوضع مثلها.
أَخْبَرَني الجوهري، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الكوكبي، قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين، وذكر ابن الشاذكوني، فقال: قد سمع إلا أنه يكذب ويضع الحديث.
أَخْبَرَنِي السكري، قال: أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حَدَّثَنَا جعفر بن محمد بن الأزهر، قال: حَدَّثَنَا ابن الغلابي، قال: قال يحيى بن معين: جربت علي ابن الشاذكوني الكذب.
أَخْبَرَنَا العتيقي، قال: أَخْبَرَنَا يوسف بن أحمد الصيدلاني، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عمرو العقيلي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الحميد السهمي، قال: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد الحضرمي، قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان الشاذكوني، فقال: ليس بشيء.
حدثت عن دعلج بن أحمد، قال: سمعت أبا العباس الأزهري، قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري وذكر سليمان، يعني: الشاذكوني، فقال: هو عندي أضعف من كل ضعيف.
حَدَّثَنَا محمد بن علي الصوري بلفظه، قال: أَخْبَرَنَا الخصيب بن عبد الله القاضي، قال: أَخْبَرَنَا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي، قال: أَخْبَرَنِي أبي، قال: أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني ليس بثقة.
أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني، قال: أَخْبَرَنَا عبد الله بن عدي، قال: سألت عبدان الأهوازي عن الشاذكوني كيف هو؟ فقال: معاذ الله أن يتهم الشاذكوني، وإنما كانت كتبه قد ذهبت، فكان يحدث فيغلط.
أَخْبَرَنَا البرقاني، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر الإسماعيلي، قال: سئل عبد الله بن محمد بن سيار عن الشاذكوني، فقال سمعت عباسا العنبري، يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها.
سمعت أبا نعيم الحافظ، يقول: توفي سليمان بن داود السعدي الشاذكوني بأصبهان سنة ست وثلاثين ومائتين.
وهذا القول وهم، والصواب في تاريخ وفاته ما أَخْبَرَنَا الجوهري، قال: حَدَّثَنَا محمد بن العباس، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بن معروف، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن فهم، قال: سليمان الشاذكوني توفي بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأَخْبَرَنَا ابن الفضل، قال: أَخْبَرَنَا جعفر الخلدي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات سليمان بن داود الشاذكوني المنقري بأصبهان.
وكذلك ذكر محمد بن جرير الطبري أن وفاته كانت بأصبهان في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثين.
حدثت عن محمد بن المظفر الحافظ، قال: سمعت أبا الحسين بن قانع، يقول: سمعت إسماعيل بن الفضل بن طاهر، يقول: رأيت سليمان الشاذكوني في النوم فقلت: ما فعل الله بك يا أبا أيوب؟ قال: غفر لي.
قلت: بماذا؟ قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها، فأخذني مطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء فانكببت على كتبي حتى أصبحت وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.