3461 - الأحوص بن المفضل بن غسان أبو أمية الغلابي وهو الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب، وغلاب امرأة، وهي أم خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان، نسبه أحمد بن كامل القاضي.
حدث أبو أمية عن أبيه بكتاب " التاريخ "، وروى أيضا عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن عبدة الضبي، وكان ببغداد يتجر في البز فاستتر ابن الفرات الوزير عنده في بعض الأوقات، وقال له: إن وليت الوزارة فأيش تحب أن أصنع بك؟ فقال أبو أمية: تقلدني شيئا من أعمال السلطان، قال: ويحك لا يجيء منك عامل ولا أمير ولا قائد ولا كاتب ولا صاحب شرطة، فأي شيء أقلدك؟ قال: لا أدري، فقال له ابن الفرات: أقلدك القضاء، قال: قد رضيت، ثم خرج ابن الفرات، وولي الوزارة، وأحسن إلى أبي أمية وأفضل عليه، وولاه قضاء البصرة، وواسط والأهواز، فانحدر أبو أمية إلى أعماله وأقام بالبصرة، وكان قليل العلم إلا أن عفته وتصونه غطى نقصه، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه بن كنداج أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر بالله لابن الفرات، وكان بين أبي أمية وبين ابن كنداج وحشة فأودعه السجن فأقام فيه مدة إلى أن مات فيه، ولا نعلم أن قاضيا مات في السجن سواه.
(2237) أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّافِقِيُّ، فِيمَا أَذِنَ أَنْ نَرْوِيَهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى أَبِي أُمَيَّةَ الْقَاضِي، فَقَالَ لِي: مَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقُلْتُ: أَيُّ حَدِيثٍ؟ قَالَ: قَوْلُ أَبِي مُوسَى: كُنَّا إِذَا عَلَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِدَدًا كَبَّرْنَا، فَقُلْتُ لَهُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ حَدِيثَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كُنَّا إِذَا عَلَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدْفَدًا كَبَّرْنَا؟ وَكَانَ عِنْدَهُ الْقَاضِي الْجُبَيْرِيُّ مِنْ وَلَدِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، فَقَالَ لَهُ: هَذَا كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ اللَّهُ: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}، فَقُلْتُ لَهُ: اسْكُتْ فَسَكَتَ، قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: مَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ الْحَائِضَ أَنْ تَأْخُذَ قُرْصَةً فَتَتَتَبَّعَ بِهَا أَثَرَ الدَّمِ؟ فَقُلْتُ: لَيْسَ هُوَ قُرْصَةً، إِنَّمَا هُوَ فِرْصَةٌ، وَالْفِرْصَةُ: الْخِرْقَةُ أَوِ الْقِطْعَةُ مِنَ الْقُطْنِ الْمُمْسَكَةِ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَقُولُونَ: فُرْصَةٌ، وَالصَّوَابُ: فِرْصَةٌ، فَتَرَكَ قَوْلِي وَأَمْلَى فُرْصَةً أَوْ قُرْصَةً حدثني علي بن محمد بن نصر، قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت الدارقطني عن الأحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب، فقال: ليس به بأس، كان قاضي البصرة.
أخبرنا السمسار، قال: حدثنا الصفار، قال: حدثنا ابن قنع: أن أبا أمية الأحوص بن المفضل مات في سنة ثلاث مائة بالبصرة، ذكر أبو الحسين ابن المنادي: أن وفاته كانت ببغداد، أخبرنا محمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادي، وأنا أسمع، قال: أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي توفي بمدينتنا، وحمل إلى البصرة، وذلك في ربيع الأول سنة ثلاث مائة، وقول ابن قانع عندي أصح، والله أعلم.