3104 - إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر أبو مسلم البصري المعروف بالكجي وبالكسي
سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي، وحجاج بن نصير الفساطيطي، وحجاج بن منهال الأنماطي، وأبا عاصم النبيل، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن عرعرة، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبد الله بن رجاء الغداني، ومعاذ بن عبد الله العوذي، وجماعة من أمثال هؤلاء.
روى عنه: أبو القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو ابن السماك، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد، ومحمد بن جعفر الأدمي القارئ، وأبو بكر الشافعي، وجعفر الخلدي، وعبد الباقي بن قانع، وإسماعيل الخطبي، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وأبو محمد بن ماسي، وغيرهم.
وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد، وروى بها حديثا كثيرا، وذكر أن مولده كان في سنة مائتين، حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل الخطبي، قَالَ: سمعت أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله، يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي، ولم أقصده لأني كنت يوما في بيت عمتي ولها بنون أكبر مني فلم أرهم، فسألت عنهم، فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله بن داود فأبطأوا، ثم جاءوا يذمونه، وقالوا: طلبناه في منزله فلم نجده، وقالوا: هو في بسيتينة له بالقرب، فقصدناه فإذا هو فيها، فسلمنا عليه وسألناه أن يحدثنا، فقال: متعت بكم أنا في شغل عن هذا، هذه البسيتينة لي فيها معاش وتحتاج أن تسقى وليس لي من يسقيها، فقلنا: نحن ندير الدولاب ونسقيها، فقال: إن حضرتكم نية فافعلوا، قَالَ: فتشلحنا وأدرنا الدولاب حتى سقينا البستان، ثم قلنا له: حَدَّثَنَا الآن، فقال: متعت بكم ليس لي نية في أن أحدثكم، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها، قَالَ إسماعيل سمعت أبا مسلم يحكي هذه الحكاية بهذا المعنى ألفاظا تشبهها، أو نحوها.
حَدَّثَنَا بشرى بن عبد الله الرومي، قَالَ: سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن سلم، يقول: لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملى الحديث في رحبة غسان، وكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه، وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة، فبلغ ذلك نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة، قَالَ ابن سلم: وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدق إذا حدث بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن ماسي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري الكجي، قَالَ: خرجت يوما في حاجة لي سحرا فغرني القمر، وكان يوما باردا، وإذا الحمام قد فتح، فقلت: أدخل إلى الحمام قبل مضيّي في حاجتي، فدخلت فقلت للحمامي: يا حمامي أدخل حمامك أحد؟ فقال: لا، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب، قَالَ لي قائل: أبو مسلم أسلم تسلم ثم أنشأ يقول:
لك الحمد إما على نعمة وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته وتسمع من حيث لا يسمع
قَالَ: فبادرت فخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد، فقال لي: هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كان، فقال لي: ذاك جنى يتراءى لنا في كل حين، وينشدنا الشعر، فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ فقال لي: نعم، وأنشدني:
أيها المذنب المفرط مهلا كم تمادي وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدا جفون من ليس يدري أرضي عنه من على العرش أم لا؟
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن عمران المرزباني، أن محمد بن يحيى، أخبره، قَالَ: كان أبو مسلم الكجي، وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام، فقال البحتري يمدحهما:
هل تبدين لي الأيام عارفة لدى أبي مسلم الكجي أو أسد
كلاهما آخذ للمجد أهبته وباعث بعد وعد اليوم نجح غد
لله دركما من سيدي ومن أجريتما من معاليه إلى أمد
وجدت عندكما الجدوى ميسرة أوان لا أحد يجدي على أحد
وقد تطلبت جهدي ثالثا لكما عند الليالي فلم تفعل ولم تكد
لن يبعد الله مني حاجة أمما وأنتما غايتي فيها ومعتمدي
إن تقرضا فقضاء لا يريث وإن وهبتما فقبول الرفد والصمّد
وفي القوافي إذا سومتها بدع يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد
فيها جزاء لما يأتي الرسول به من عاجل سلس أو آجل نكد
وَقَالَ المرزباني: حَدَّثَنِي أحمد بن زياد، قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن البحتري، قَالَ: قَالَ أبي يمدح أبا مسلم الكجي من قصيدة أولها: هين ما يقول فيك اللاحي
ولعمري لئن دعوتك للجو د لقدما لبيتني بالنجاح
خلق كالغمام ليس له بر ق سوى بشر وجهك الوضاح
ارتياحا للطالبين وبذلا والمعالي للباذل المرتاح
وكلا جانبيك سبط الخوافي حين يسمو أثيث ريش الجناح
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا دعلج بن أحمد، قَالَ: سمعت موسى بن هارون، يقول: أبو مسلم الكشي ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني، قَالَ: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري، ويعرف بالكجي، صدوق ثقة.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري، قَالَ: سألت عبد الغني بن سعيد الحافظ، عن أبي مسلم الكجي، فقال: ثقة نبيل.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، قَالَ: أَخْبَرَنَا إسماعيل بن علي الخطبي، قَالَ: ومات أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وأحدر به إلى البصرة فدفن هناك.