2313 - أحمد بن عمر بن سريج أبو العباس القاضي

2313 - أَحْمَد بْن عُمَر بْن سريج أَبُو الْعَبَّاس الْقَاضِي إمام أصحاب الشَّافِعِيّ فِي وقته، شرح المذهب ولخصه وعمل المسائل فِي الفروع، وصنف الكتب فِي الرد على المخالفين من أهل الرأي، وأصحاب الظاهر.

وَحَدَّثَ شيئا يسيرا عَنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وأبي يحيي مُحَمَّد بن سعيد الْعَطَّار، وعلي بْن الْحُسَيْن بْن إشكاب، وعباس بْن عَبْد اللَّه الترقفي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وأبي دَاوُد السجستاني، ونحوهم.

رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَان بْن أَحْمَدَ الطبراني، وَأَبُو أَحْمَد الغطريفي.

(1522) -[5: 472] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سُرَيْجٍ الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمِ، قَالَ: حَدَّثَنََا سَوْرَةَ بْنِ الْحَكَمِ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثَةُ يُؤْتُونَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ ثُمَّ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَعَبْدٌ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَ مَوَالِيَهُ " قَالَ سُلَيْمَان: لم يروه عَنِ ابن حَبِيب إلا سورة، تفرد بِهِ الْعَبَّاس.

(1523) -[5: 472] أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ بِجُرْجَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَمِيرُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مَذَّاءً وَكُنْتُ أُكْثِرُ مِنْهُ الاغْتِسَالَ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَكْفِيكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ " أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عدي الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيّ بْن خيران، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس بْن سريج، يَقُولُ: رأيت فِي المنام كأنا مطرنا كبريتا أحمر، فملأت أكمامي وجيبي وحجري، فعبر لي أني أرزق علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر.

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء الواسطي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد التميمي، بالكوفة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الدارمي، قَالَ: تناظر ابن سريج، وابن الأصبهاني، يَعْنِي: مُحَمَّد بْن دَاوُد فِي مسألة، فطال بينهما الكلام واتسع، فَقَالَ أحدهما لصاحبه: ترضى بأول من يطلع؟ قَالَ: نعم، فإذا هم بابن الرومي قد أقبل، فتحاكما إليه، فأفكر ساعة ثم قَالَ:

غموض الحق حين تذب عَنْهُ يقلل ناصر الخصم المحق

تجل عَنِ الدقيق فهوم قوم فتقضي للمجل على المدق

أنشدنا الْحَسَن بْن أَبِي طالب، قَالَ: أنشدني بعض أصحابنا لأبي الْعَبَّاس بْن سريج:

ولو كلما كلب عوى ملت نحوه أجاوبه إن الكلاب كثير

ولكن مبالاتي بمن صاح أو عوى قليل لأني بالكلاب بصير

أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الْهَرَوِيّ فِي كتابه، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن الليثي، بمصر، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن الفتح، قَالَ: كَانَ بِبَغْدَادَ جمع للقضاة والمعدلين والفقهاء، فقاموا ليمضوا إِلَى موضع، فاتفقوا على أن يتقدمهم أَبُو الْعَبَّاس بْن سريج، ومنهم من هو فِي سن أَبِيهِ، فَقَالَ لهم: ما أتقدم إلا على شريطة؛ إن تقدمت فمطرق، وإن تأخرت فمبذرق.

أَخْبَرَنَا أَبُو سعد إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن بندار بْن المثنى الإستراباذي ببيت المقدس، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْحَافِظُ بنيسابور، قَالَ: أَخْبَرَنَا حسان بْن مُحَمَّد، قَالَ: قَالَ شيخ من أهل العلم لأبي الْعَبَّاس بْن سريج: أبشر أيها الْقَاضِي، فإن اللَّه بعث عُمَر بْن عَبْد العزيز عَلِيّ رأس المائة، فأظهر كل سنة، وأمات كل بدعة، ومن اللَّه على رأس المائتين بالشافعي حتى أظهر السنة وأخفى البدعة، ومنَّ اللَّه عَلَيْنَا على رأس الثلاث مائة بك حتى قويت كل سنة وضعفت كل بدعة، وقد قيل فِي ذلك:

اثنان قد مضيا فبورك فيهما عُمَر الخليفة ثم حلف السؤدد

الشَّافِعِيّ الألمعي المرتضى خير البرية وابن عم مُحَمَّد

أرجو أَبَا الْعَبَّاس أنك ثالث من بعدهم سقيا لتربة أَحْمَد

أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن يَعْقُوب، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَدَ العروضي الْفَقِيه، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَن السنجاني قاضيها، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس بْن سريج، يَقُولُ: يؤتى يوم القيامة بالشافعي وقد تعلق بالمزني، يَقُولُ: رب هَذَا أفسد علومي، فأقول أنا: مهلا بأبي إِبْرَاهِيم فإني لم أزل فِي إصلاح ما أفسده.

حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد العزيز الهمذاني بها، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خيران، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبيد الْفَقِيه بِبَغْدَادَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَان ابن السندي أَبَا الْحَسَن، يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو الْعَبَّاس بْن سريج فِي علته التي مات فيها: أريت البارحة فِي المنام كَانَ قائلا يَقُولُ لي: هَذَا ربك تعالى يخاطبك، قَالَ: فسمعت ب {مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}، قَالَ: فقلت: بالإيمان والتصديق، قَالَ: فقيل: ب {مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}، قَالَ: فوقع فِي قلبي أنه يراد مني زيادة فِي الجواب، فقلت: بالإيمان والتصديق، غير أنا قد أصبنا من هَذِهِ الذنوب.

فَقَالَ: أما إني سأغفر لك.

أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي الفتح، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن الدارقطني، قَالَ: أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عُمَر بْن سريج الْقَاضِي الْفَقِيه الشَّافِعِيّ، سمع الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وأحمد بْن مَنْصُور الرمادي والناس بعد، وجالس دَاوُد الأصبهاني وناظره، وَكَانَ يحضر مع ابنه مُحَمَّد بْن دَاوُد فِي مجالس النظر فيناظره ويستظهر عَلَيْهِ.

لَهُ مصنفات فِي الفقه على مذهب الشَّافِعِيّ، وله ردود على المخالفين والمتكلمين، وله رد على عِيسَى بْن أبان العراقي فِي الفقه، توفي سنة ست وثلاث مائة.

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي، قَالَ: قَالَ لنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشاهد، قَالَ: قَالَ لنا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي توفي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عُمَر بْن سريج الْقَاضِي بِبَغْدَادَ لخمس بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاث مائة قلت: وبلغت سنه فيما بلغني سبعا وخمسين سنة وستة أشهر، ودفن فِي حجرة بسويقة غالب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015