2294 - أَحْمَد بْن عِيسَى أَبُو سَعِيد الخراز الصوفي

من كبار شيوخهم، كَانَ أحد المذكورين بالورع والمراقبة، وحسن الرعاية والمجاهدة، وَحَدَّثَ شيئا يسيرا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن بشار صاحب إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وعن غيره.

رَوَى عَنْهُ: على بْن مُحَمَّد المصري.

(1509) -[5: 455] أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ، وَشِرَارُكُمْ أَسْوَؤُكُمْ خُلُقًا ".

وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَنِ الْقَوَّاسِ

أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المعدل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن على بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المصري، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد أَحْمَد بْن عِيسَى الخزاز، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن بشار، يَقُولُ: الآية التي مات فيها عَلِيّ بْن الفضيل فِي الأنعام {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ}.

مع هَذَا الموضع مات، وكنت فيمن صلى عَلَيْهِ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ الحيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر ابْن الطرسوسي، يَقُولُ: أَبُو سَعِيد الخزاز قمر الصوفية.

أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، قَالَ: سَمِعْتُ على بْن عُمَر الدينوري، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن شيبان، يَقُولُ: قَالَ الجنيد لو طالبنا اللَّه بحقيقة ما عَلَيْهِ أَبُو سَعِيد الخزاز لهلكنا، قَالَ عَلِيّ: فقلت لإبراهيم: وأيش كَانَ حاله؟ فَقَالَ: أقام كذا وكذا سنة يخرز ما فاته الحق بين الخرزتين!.

أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيم العَبْدُويي، بنيسابور، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرَّازِيّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جعفر الصيدلاني، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الخراز، يَقُولُ: من ظن أنه ببذل الجهد يصل فمتمن، ومن ظن أنه بغير بذل الجهد يصل فمتعن.

حَدَّثَنِي أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الجرباذقاني بها لفظا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور معمر بْن أَحْمَدَ الأصبهاني، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفتح الْفَضْل بْن جعفر، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْل الْعَبَّاس بْن الشاعر يذكر عَنْ تلميذة لأبي سَعِيد الخراز، قالت: كنت أسأله مسألة والإزار بيني وبينه مشدود، فاستفزني حلاوة كلامه، فنظرت فِي ثقب من الأزرار فرأيت شفته، فلما وقعت عيني عَلَيْهِ سكت، وَقَالَ: جرى ها ههنا حدث فأخبريني ما هو؟ فعرفته أني نظرت إليه، فَقَالَ: أما علمت أن نظرك إِلَيَّ معصية، وهذا العلم لا يحتمل التخليط، ولذلك حرمت هَذَا العلم.

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الذَّرَّاعُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ يَاسِينَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَفْصٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازُ، يَقُولُ: ذُنُوبُ الْمُقَرَّبِينَ حَسَنَاتُ الأَبْرَارِ.

(1510) -[5: 456] أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ، يَقُولُ: فِي مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا ": وَاعَجَبًا مِمَّنْ لَمْ يَرَ مُحْسِنًا غَيْرَ اللَّهِ كَيْفَ لا يَمِيلُ بِكُلِّيَتِهِ إِلَيْهِ؟! أَخْبَرَنَا أَبُو حازم العبدوي، قَالَ: حَدَّثَنِي على بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم، بمكة، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر السنجاري، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر الدقاق، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيد الخراز، قَالَ: كنت بمكة ومعي رفيق لي من الورعين، فأقمنا ثلاثة أيام لم نأكل شيئا، وَكَانَ بحذائنا فقير معه كويزه وركوة مغطاة بقطعة خيش، ربما كنت أراه يأكل خبز حوارى، فقلت فِي نفسي: والله لأقولن لهذا نحن الليلة فِي ضيافتك، فقلت لَهُ، فَقَالَ لي: نعم وكرامة، فلما جاء وقت العشاء جعلت أراعيه ولم أر معه شيئا فمسح يده على سارية فوقع على يده شيء، فناولني فإذا درهم ليس يشبه الدراهم، فاشترينا خبزا وإداما.

فلما مضى لذلك مدة جئت إليه وسلمت عَلَيْهِ، وقلت إني ما زلت أراعيك تلك الليلة وأنا أحب أن تعرفني بم وصلت إِلَى ذلك؟ فإن كَانَ يُبلغ بعمل حدثتني، فَقَالَ: يا أَبَا سَعِيد، ما هو إلا حرف واحد، قلت: ما هو؟ قَالَ تخرج قدر الخلق من قلبك، تصل إِلَى حاجتك.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ الحيري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السلمي، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الفضل، قَالَ: سألت أَبَا بَكْر بْن أَبِي العجوز عَنْ موت أَبِي سَعِيد الخراز، فَقَالَ: مات سنة سبع وأربعين ومائتين أو سنة سبع وسبعين ومائتين، قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: وأظن أن هَذَا أصح.

قلت: لا شك أن القول الأول باطل، وهو سنة سبع وأربعين، وأما القول الثاني فهو أقرب إِلَى الصواب إن كَانَ محفوظا، وقد قيل فِي موت أَبِي سَعِيد غيره.

أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أسامة الحارث بْن عدي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِم بْن مَرْدان، يَقُولُ: صحبت أَبَا سعيد الخراز أربع عشرة سنة، ومات سنة ست وثمانين ومائتين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015